251
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

وإنَّ اللَّهَ بَعَثَ عيسى‏ عليه السلام في وَقتٍ قَد ظَهَرَت فيهِ الزَّماناتُ وَاحتاجَ النّاسُ إلَى الطِّبِّ ، فَأَتاهُم مِن عِندِ اللَّهِ بِما لَم يَكُن عِندَهُم مِثلُهُ ، وبِما أحيا لَهُمُ المَوتى‏ ، وأبرَأَ الأَكمَهَ وَالأَبرَصَ بِإِذنِ اللَّهِ ، وأثبَتَ بِهِ الحُجَّةَ عَلَيهِم.
وإنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّداً صلى اللّه عليه و آله في وَقتٍ كانَ الغالِبُ عَلى‏ أهلِ عَصرِهِ الخُطَبَ وَالكَلامَ - وأظُنُّهُ قالَ : الشِّعرَ - فَأَتاهُم مِن عِندِ اللَّهِ مِن مَواعِظِهِ وَحِكَمِهِ ما أبطَلَ بِهِ قَولَهُم ، وأثبَتَ بِهِ الحُجَّةَ عَلَيهِم.۱

۲۴۴. الإمام الرضا عليه السلام : إنَّ اللَّهَ تَبارَكَ و تَعالى‏ أنزَلَ هذَا القُرآنَ بِهذِهِ الحُروفِ الَّتي يَتَداوَلُها جَميعُ العَرَبِ ، ثُمَّ قالَ : « قُل لَّل-ِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَ الْجِنُّ عَلَى‏ أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْءَانِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَ لَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا » .۲

۲۴۵. الإمام العسكري عليه السلام : في قَولِهِ تَعالى‏ : « الم * ذَ لِكَ الْكِتَبُ »۳ أي: يا مُحَمَّدُ ، هذَا الكِتابُ الَّذي أنزَلناهُ عَلَيكَ هُوَ الحُروفُ المُقَطَّعَةُ الَّتي مِنها : «ألِفٌ ، لامٌ ، ميمٌ» و هُوَ بِلُغَتِكُم وحُروفِ هِجائِكُم ، فَأْتوا بِمِثلِهِ إن كُنتُم صادِقينَ ، واستَعينوا عَلى‏ ذلِكَ بِسائِرِ شُهَدائِكُم.۴

۲۴۶. اُسد الغابة - في تَرجِمَةِ خالِدِ بنِ عُقبَةَ - جاءَ إلَى النَّبِيِّ صلى اللّه عليه و آله فَقالَ : اِقرَأ عَلَيَّ القُرآنَ ، فَقَرَأَ : « إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسَنِ »۵ الآيَةَ ، فَقالَ لَهُ : أعِد ، فَأَعادَ.
فَقالَ لَهُ : وَاللَّهِ إنَّ لَهُ لَحَلاوَةً ، و إنَّ عَلَيهِ لَطَلاوَةً ، و إنَّ أوَّلَهُ لَمُغدِقٌ ، و إنَّ آخِرَهُ

1.الكافي : ج ۱ ص ۲۴ ح ۲۰ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۲ ص ۷۹ ح ۱۲ ، علل الشرائع : ص ۱۲۱ ح ۶ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۴۳۷ ح ۳۰۹ ، بحار الأنوار : ج ۱۱ ص ۷۰ ح ۱ .

2.التوحيد : ص ۲۳۴ ح ۱ ، معاني الأخبار : ص ۴۴ ح ۱ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۱۳۰ ح ۲۶ ، الأمالي للصدوق : ص ۴۰۵ ح ۵۲۱ كلّها عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، بحار الأنوار : ج ۲ ص ۳۱۹ ح ۳ .

3.البقرة : ۱ و ۲ .

4.معاني الأخبار : ص ۲۴ ح ۴ عن محمّد بن زياد و محمّد بن سيّار ، التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص ۶۲ ح ۳۲ ، بحار الأنوار : ج ۱۰ ص ۱۴ ح ۷ .

5.النحل : ۹۰ .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
250

« قُلْ فَأْتُواْ بِكِتَبٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى‏ مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَدِقِينَ »۱.۲

الحديث‏

۲۴۲. رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله : إنَّما أنَا لَكُم نَذيرٌ و بَشيرٌ مُبينٌ ، أتَيتُكُم بِآيَةٍ مُبَيِّنَةٍ ، هذَا القُرآنِ الَّذي تَعجِزونَ أنتُم وَالاُمَمُ وسائِرُ العَرَبِ عَن مُعارِضَتِهِ، وهُوَ بِلُغَتِكُم، فَهُوَ حُجَّةٌ بَيِّنَةٌ عَلَيكُم.۳

۵ / ۲

وجوه إعجاز القرآن‏

۵ / ۲ - ۱

الفَصاحَةُ وَ البَلاغَةُ

۲۴۳. الكافي عن أبي يعقوب البغدادي : قالَ ابنُ السِّكّيتِ لِأَبِي الحَسَنِ عليه السلام : لِماذا بَعَثَ اللَّهُ موسَى بنَ عِمرانَ عليه السلام بِالعَصا ويَدِهِ البَيضاءِ وآلَةِ السِّحرِ؟ وبَعَثَ عيسى‏ بِآلَةِ الطِّبِّ؟ وبَعَثَ مُحَمَّداً - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وآلِهِ وعَلى‏ جَميعِ الأَنبِياءِ - بِالكَلامِ وَالخُطَبِ؟
فَقالَ أبُو الحَسَنِ عليه السلام : إنَّ اللَّهَ لَمّا بَعَثَ موسى‏ عليه السلام كانَ الغالِبُ عَلى‏ أهلِ عَصرِهِ السِّحرَ ، فَأَتاهُم مِن عِندِ اللَّهِ بِما لَم يَكُن في وُسعِهِم مِثلُهُ ، وما أبطَلَ بِهِ سِحرَهُم ، وأثبَتَ بِهِ الحُجَّةَ عَلَيهِم.

1.إنّ قريشاً بعثوا الرهط منهم إلى رؤوس اليهود بالمدينة ، في عيد لهم ، فسألوهم عن محمد صلى اللّه عليه و آله فأخبروهم بنعته وصفته في كتابهم التوراة ؛ فرجع الرهط إلى قريش ، فأخبروهم بقول اليهود ؛ فقالوا عند ذلك : سحران تظاهرا (مجمع البيان : ج ۱ ص ۲۵۷) وإنّا بكلّ منهما كافرون ؛ فقال اللَّه تعالى لرسوله الحبيب صلى اللّه عليه و آله : «قُلْ فَأْتُوا بِكِتَبٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى‏ مِنْهُمَا» يعني من التوراة والقرآن ، حتّى «أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَدِقِينَ » يعني إن كنتم صادقين في ادّعائكم أنّ هذين الكتابين سحران تظاهرا ، فأقرأ بكتاب من عند اللَّه هو أهدى منهما (راجع : مجمع البيان : ج ۷ ص ۴۴۴) .

2.القصص : ۴۹ .

3.الاحتجاج : ج ۱ ص ۶۹ ح ۲۳ ، التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص ۴۳۰ ح ۲۹۲ كلاهما عن الإمام العسكري عن الإمام عليّ عليهما السلام ، بحار الأنوار : ج ۱۷ ص ۲۴۰ ح ۲ .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27887
صفحه از 616
پرینت  ارسال به