مرحلتين: ۱. حفظه في الصدور؛ ۲. كتابته في الصحف. ويصرّح ابن الجزّي بأنّ ما نفذ في مصحف أمير المؤمنين عليه السلام كان ترتيب نزول الآيات. ولعلّ المراد من قوله «لو وجد هذا المصحف لوجدنا فيه علماً غزيراً» الإشارة إلى المعلومات التي يمكن لذلك المصحف أن يضعها تحت تصرّفنا من خلال ترتيب الآيات والسور، وكذلك شرحه عليه السلام وتفسيره.
وعلى أيّ حال، فإنّ وجود مصحف أمير المؤمنين عليه السلام لا يعني أبداً نفوذ التحريف في القرآن الحالي؛ لأنّ مصحف الإمام اُعدّ بدافعين:
۱. كان أهمّ هدف للإمام - والذي يبيّن في الحقيقة أهمّ خصوصية لهذا المصحف - جمع كلّ الروايات عن النبيّ صلى اللّه عليه و آله وأقواله في مجال تفسير الآيات وتأويلها وأسباب نزولها. وقد كان أمير المؤمنين عليه السلام يريد أن يضمّ القرآن المتداول بين المسلمين التفسير والتبيين اللذين أوردهما مَن خوطب به - أي النبي صلى اللّه عليه و آله - لأنّ الإمام نفسه أعلن أنّ النبيّ صلى اللّه عليه و آله علّمه التفسير والتأويل وكلّ التعاليم المتعلقة بالقرآن، سواء الناسخ والمنسوخ أو المحكم والمتشابه، أو العام والخاص أو غير ذلك.
۲. حُفظ القرآن وسجّل في عهد النبيّ صلى اللّه عليه و آله على شكل صحف، وكذلك حفظ في الصدور، وكان ما يحتاجه هو جمعه بشكل موحّد وفي مصحف واحد، وهو العمل الذي قام به الإمام في مصحفه.۱
وبهذا الإيضاح يمكننا أن نسمّي مصحف الإمام عليه السلام «القرآن المفسَّر»؛ وعليه فتدوين مثل هذا المصحف لا يعني قبول التحريف في القرآن الحالي .
الثالث: وجود مصاحف الصحابة
الدليل الأخير الذي يمكن استخراجه من بين أدلّة المحدث النوري باعتباره دليلاً تاريخياً مستقلاًّ : وجود مصاحف الصحابة. ويرى المحدّث النوري أنّه يمكننا أن