التعارض مع أدلّة سلامة القرآن من التحريف.۱
ثانياً: الإشكال في المحتوى
تُظهر الدراسات النصّية للروايات التي ادّعاها المحدّث النوري أنّ هذه الروايات لا يمكنها أن تُثبت بصراحة ادّعاءه القاضي بنفوذ التحريف في القرآن. ومن خلال تصنيف هذه الروايات، يمكننا أن ندرك ضعفها الدلالي بنحو أفضل.
الروايات التفسيرية
إنّ عدداً من الروايات التي استند إليها المحدّث النوري۲ هي روايات يراد منها بعض الإضافات في تضاعيف الآيات، باعتبارها تفسيراً لها، مثل الرواية :
«يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ » - إلى مُحَمَّدٍ وَ أَهلِ بَيتِهِ - «ارْجِعِى إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً » - بِالَولاَيةِ - «مَّرْضِيَّةً » - بِالثَّوابِ - «فَادْخُلِى فِى عِبَدِى » - يَعنى مُحَمَّداً وَ أَهلِ بَيتِهِ - «وَ ادْخُلِى جَنَّتِى ».۳
وكما هو واضح فإنّ الفقرات التي جاءت في تضاعيف الآيات يراد منها تفسير الآيات أو تطبيقها، وليس المقصود منها أنّ هذه الفقرات كانت قد نزلت ضمن القرآن ثمّ حذفت منه، كما تشهد على ذلك كلمة «يعني» في نهاية النقل المختصر لهذه الرواية في تفسير القمّي.۴
وكالرواية التي وردت التوصية فيها بقول: «كَذلِكَ اللَّهُ رَبّي» بعد قراءة سورة التوحيد۵، والّتي تدلّ بوضوح علي آداب تلاوة القرآن.
1.دائرة المعارف قرآن كريم: ج۶ ص ۳۱۱ - ۳۱۸ مدخل «تحريفناپذيرى قرآن» وراجع : سلامة القرآن من التحريف: ص ۱۱۹ - ۱۲۵.
2.فصل الخطاب: ص ۲۷۵.
3.تفسير القمي: ج ۲ ص ۴۲۲؛ تفسير الصافي: ج ۵ ص ۳۲۸.
4.تفسير القمّي : ج ۲ ص ۴۲۲ : «ادخلي جنتي» يعني الحسين بن علي عليه السلام .
5.جامع أحاديث الشيعة: ج ۵ ص ۱۱، ۲۱، ۱۱۴.