239
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

الروايات المعنية بالقراءات الخاصّة بأهل البيت عليهم السلام

نُسبت في بعض الروايات‏۱ قراءات إلى الأئمّة تخالف القراءة المتواترة والمتداولة بين المسلمين، كالرواية التي جاءت في قراءة الآية ۵۹ من سورة المائدة في قوله تعالي: «يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ » كما في القراءة المشهورة والمتعارف عليها، حيث جاء فيها «ذو عدلٍ» بدل «ذوا عدلٍ»، وحينئذٍ تكفي على أساس هذه القراءة شهادة عادل واحد لإثبات الموضوع‏۲. وهذه القراءات تفتقر إلى الحجّية بسبب ضعف السند والدلالة۳، كما أذعن لذلك عدد من المتخصّصين.

وقد ذكر بعض الباحثين القرآنيين أنّ صحّة حديث الغدير تتعارض مع كلّ الروايات التي تقول بتحريف وحذف اسم الإمام عليّ عليه السلام من القرآن، فلو كان اسمه وإمامته قد حُذفا من القرآن، لما كانت هنالك حاجة لأن يُعدّ ذلك الجمع الغفير بتلك الخصوصيات ويعلن خلافة عليّ عليه السلام . وجدير بالذكر أنّ حادثة الغدير وقعت في حجّة الوداع، وهو التاريخ الذي نزل فيه القرآن كلّه تقريباً، وكان اللَّه يؤكّد تأكيداً كبيراً وشديد اللهجة كي يعلن النبيّ صلى اللّه عليه و آله موضوع خلافته ووعده بأن يحفظه من أذى الناس.۴

كما تفيد إحدى الروايات الصحيحة أنّ الإمام الصادق عليه السلام شبّه موضوع عدم ذكر أهل البيت في القرآن بالصلاة، فقد جاء موضوع الصلاة في القرآن، إلّا أنّ النبيّ صلى اللّه عليه و آله هو الذي بيّن كيفيتها ومقدارها۵. وهذه الرواية تتعارض هي أيضاً مع الروايات الدالّة على التحريف.۶

1.الكافي: ج ۵ ص ۵۲۲، ج ۸ ص ۱۸۳ و ۲۰۵.

2.الكافي: ج ۸ ص ۵۰ و ۲۰۵؛ تحريف‏ناپذيرى قرآن: ص ۲۴۶.

3.راجع: التمهيد في علوم القرآن: ج ۲ ص ۲۵۶؛ البيان: ص ۱۵۱ - ۱۶۶؛ صيانة القرآن من التحريف: ص ۲۵۲ - ۲۵۳.

4.البيان: ص ۲۳۱.

5.الكافي: ج ۱ ص ۲۸۶.

6.راجع: البيان: ص ۲۳۱.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
238

التعارض مع أدلّة سلامة القرآن من التحريف.۱

ثانياً: الإشكال في المحتوى‏

تُظهر الدراسات النصّية للروايات التي ادّعاها المحدّث النوري أنّ هذه الروايات لا يمكنها أن تُثبت بصراحة ادّعاءه القاضي بنفوذ التحريف في القرآن. ومن خلال تصنيف هذه الروايات، يمكننا أن ندرك ضعفها الدلالي بنحو أفضل.

الروايات التفسيرية

إنّ عدداً من الروايات التي استند إليها المحدّث النوري‏۲ هي روايات يراد منها بعض الإضافات في تضاعيف الآيات، باعتبارها تفسيراً لها، مثل الرواية :
«يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ » - إلى‏ مُحَمَّدٍ وَ أَهلِ بَيتِهِ - «ارْجِعِى إِلَى‏ رَبِّكِ رَاضِيَةً » - بِالَولاَيةِ - «مَّرْضِيَّةً » - بِالثَّوابِ - «فَادْخُلِى فِى عِبَدِى » - يَعنى مُحَمَّداً وَ أَهلِ بَيتِهِ - «وَ ادْخُلِى جَنَّتِى ».۳

وكما هو واضح فإنّ الفقرات التي جاءت في تضاعيف الآيات يراد منها تفسير الآيات أو تطبيقها، وليس المقصود منها أنّ هذه الفقرات كانت قد نزلت ضمن القرآن ثمّ حذفت منه، كما تشهد على ذلك كلمة «يعني» في نهاية النقل المختصر لهذه الرواية في تفسير القمّي.۴

وكالرواية التي وردت التوصية فيها بقول: «كَذلِكَ اللَّهُ رَبّي» بعد قراءة سورة التوحيد۵، والّتي تدلّ بوضوح علي آداب تلاوة القرآن.

1.دائرة المعارف قرآن كريم: ج‏۶ ص ۳۱۱ - ۳۱۸ مدخل «تحريف‏ناپذيرى قرآن» وراجع : سلامة القرآن من التحريف: ص ۱۱۹ - ۱۲۵.

2.فصل الخطاب: ص ۲۷۵.

3.تفسير القمي: ج ۲ ص ۴۲۲؛ تفسير الصافي: ج ۵ ص ۳۲۸.

4.تفسير القمّي : ج ۲ ص ۴۲۲ : «ادخلي جنتي» يعني الحسين بن علي عليه السلام .

5.جامع أحاديث الشيعة: ج ۵ ص ۱۱، ۲۱، ۱۱۴.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27370
صفحه از 616
پرینت  ارسال به