بحيث لم تكن توجد لا في المصحف الأصلي - الذي كان أساس المصاحف الاُخرى - ولا في النسخ التي كانت تحت تصرّف الصحابة؛ ولذلك فإنّ هؤلاء الأشخاص، وعلى الرغم من كلّ التأثير والقدرة اللتين كانوا يتمتّعون بهما بين الصحابة، لم يكن بمقدورهم فرض آرائهم، فهل يمكن بمثل هذه النقول إثبات مثل هذا الادّعاء الكبير بشأن القرآن الذي هو أكبر وثيقة للإسلام؟
وفضلاً عن إجاباتنا الأساسية عن هذه الروايات، فإنّ على أهل السنّة أيضاً أن يردّوا على هذا القبيل من الروايات استناداً إلى اُصولهم الرجالية والحديثية.
الثاني: روايات أهل البيت عليهم السلام
ذكر المحدّث النوري بعض روايات أهل البيت عليهم السلام كدليل آخر على نفوذ التحريف في القرآن، وقسّم هذه الروايات۱ إلى مجموعتين: عامّة وخاصّة۲. ومراده من الروايات العامّة: تلك التي تؤيّد الادّعاء بنحو غير صريح، ومن الروايات الخاصّة: تلك التي تدلّ على تحريف القرآن بنحو صريح وظاهر.
نقد الدليل
يجب أن نعلم أنّ عموم الروايات التي استند إليها المحدّث النوري ضعيفة من الناحية السندية أو الدلالية أو من كلتا الناحيتين. وإشكالها السندي هو عدم اعتبار عدد من المصادر المستند إليها، وضعف أو انتحال عدد من الروايات التي استند إليها. والإشكال الدلالي هو عدم دلالة الروايات على ادّعاء التحريف، حيث سنقوم بدراستها، ونورد فيما يلي إيضاح هذا القول:
أوّلاً: الإشكال السندي
قدّم المحدّث النوري في كتابه حجماً واسعاً نسبياً من الروايات لتعزيز شبهة