حال منافقي الاُمم السابقة:
«كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادِا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُم بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِى خَاضُوا أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَلُهُمْ فِى الدُّنْيَا وَالأَْخِرَةِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْخَسِرُونَ ».۱
وعلى هذا الأساس يمكن أن نستنتج من هذه الرواية أنّ ظاهرة التحريف في الكتاب السماوي سوف تنفذ بين الاُمّة كما حدث للاُمم السابقة، أي سوف يظهر بين الاُمّة الإسلامية أيضاً أشخاص يُقبلون على تحريف كلام اللَّه في القرآن؛ من أجل تحقيق رغباتهم وميولهم الشيطانية. ولو استطاعوا لحرّفوا القرآن تحريفاً لفظياً أيضاً، ولكن لمّا حالَ اللَّه دون ذلك وقصارى ما فعلوا بشأن القرآن أن حرّفوه من حيث المعنى.
وعلى فرض قبول دلالة الرواية المدّعاة على تحقّق كلّ أحداث الاُمم السابقة بشأن الاُمّة الإسلامية، فإنّ نفوذ التحريف اللفظي في القرآن سيكون مستثنى من هذه القاعدة؛ استناداً إلى أدلّة براءة القرآن من التحريف.
الثاني: ضرورة التصريح بأسماء أهل البيت عليهم السلام في القرآن
الدليل الثاني الذي يستخلص من بين طيّات استدلال بعض الأخباريّين باعتباره دليلاً عقلياً، هو أنّ اللَّه ذكر أسماء أهل البيت عليهم السلام في الكتب السماوية السابقة تكريماً لهم، فكيف يعقل أن لا يصرّح القرآن - الذي هو أفضل من الكتب الاُخرى - بأسمائهم؟۲
والإشكال الأساسي الوارد على هذا الاستدلال هو عدم اكتمال صغراه، أي لا