233
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

يوجد أيّ دليل واضح على إثبات أنّ أسماء أهل البيت عليهم السلام ذُكرت بصراحة في الكتب السماوية السابقة.۱

وعلى فرض ذكر أسماء أهل البيت عليهم السلام في الكتب السماوية السابقة، فإنّ من غير الممكن الحكم بوجوب ذكرهم في القرآن؛ لأنّ هذا الذكر للأسماء سوف يهدّد القرآن بخطر إهماله، في حين أنّ تلك الكتب لم تكن تواجه هذا الخطر.

الثالث: وجود اختلاف القراءات في القرآن‏

يرى المحدّث النوري (الأخباري البارز في القرن الرابع عشر) أنّ الاختلاف قد نفذ في القرآن في ألفاظه وهيئة كلماته، وأنّ بعض القراءات المتداولة لا تنطبق مع الوحي. وهذا الموضوع هو دليل نفوذ التحريف في القرآن استناداً إلى قاعدة «عدم القول بالتفصيل»؛ لعدم وجود القول بالتفصيل بين مدّعي التحريف في كلّ الآيات والمنكرين الذين اعتبروا مطلق نفوذ التحريف فيه مرفوضاً۲. ويمكننا أن نصوّر هذا الاستدلال كالآتي، استناداً إلى الشكل الأوّل للقياس الاقتراني:

توجد في المصحف الحالي القراءات المخالفة للوحي المنزل (الصغرى). واختلاف القراءات ووجود القراءات المخالفة للوحي يعنيان نفوذ التحريف في القرآن (الكبرى)؛ وعلى هذا فقد نفذ التحريف في المصحف الحالي (النتيجة).

نقد الدليل‏

إنّ الاستناد إلى وجود اختلاف القراءات في المصحف الحالي ضعيف لا يقوى على إثبات ادّعاء نفوذ التحريف في القرآن على أساس القياس المذكور؛ لأنّ صغرى الادّعاء أي (نفوذ القراءات المخالفة للوحي المنزل في المصحف الحالي) غير

1.راجع: تحريف‏ناپذيرى قرآن: ص ۲۱۱ - ۲۱۶.

2.فصل الخطاب: ص ۲۰۹ - ۲۳۳ و ۲۸۰؛ صيانة القرآن من التحريف: ص ۲۲۰.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
232

حال منافقي الاُمم السابقة:
«كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادِا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُم بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِى خَاضُوا أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَلُهُمْ فِى الدُّنْيَا وَالأَْخِرَةِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْخَسِرُونَ ».۱

وعلى هذا الأساس يمكن أن نستنتج من هذه الرواية أنّ ظاهرة التحريف في الكتاب السماوي سوف تنفذ بين الاُمّة كما حدث للاُمم السابقة، أي سوف يظهر بين الاُمّة الإسلامية أيضاً أشخاص يُقبلون على تحريف كلام اللَّه في القرآن؛ من أجل تحقيق رغباتهم وميولهم الشيطانية. ولو استطاعوا لحرّفوا القرآن تحريفاً لفظياً أيضاً، ولكن لمّا حالَ اللَّه دون ذلك وقصارى ما فعلوا بشأن القرآن أن حرّفوه من حيث المعنى.

وعلى فرض قبول دلالة الرواية المدّعاة على تحقّق كلّ أحداث الاُمم السابقة بشأن الاُمّة الإسلامية، فإنّ نفوذ التحريف اللفظي في القرآن سيكون مستثنى من هذه القاعدة؛ استناداً إلى أدلّة براءة القرآن من التحريف.

الثاني: ضرورة التصريح بأسماء أهل البيت عليهم السلام في القرآن‏

الدليل الثاني الذي يستخلص من بين طيّات استدلال بعض الأخباريّين باعتباره دليلاً عقلياً، هو أنّ اللَّه ذكر أسماء أهل البيت عليهم السلام في الكتب السماوية السابقة تكريماً لهم، فكيف يعقل أن لا يصرّح القرآن - الذي هو أفضل من الكتب الاُخرى - بأسمائهم؟۲

والإشكال الأساسي الوارد على هذا الاستدلال هو عدم اكتمال صغراه، أي لا

1.التوبة: ۶۹.

2.فصل الخطاب: ص ۱۸۳ - ۲۰۹؛ صيانة القرآن من التحريف: ص ۲۱۴.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27528
صفحه از 616
پرینت  ارسال به