جملتها قوله - تعالى - :
«قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَ الْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْءَانِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَ لَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ».۱
و :
«إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَ مَا هُوَ بِالْهَزْلِ ».۲
وتبدو جميع معارف القرآن الكريم بكلّ سعتها وكأنّها كائن حيّ تجري فيه روح واحدة، وهذا هو مصدر المعارف القرآنية وأساسها والأصل الذي يرجع الجميع إليه، وهو أصل التوحيد الذي نصل إليه إذا درسنا معارف القرآن واحدة بعد الاُخرى. وكانت قصص الاُمم السابقة والأخبار الغيبية والتنبّؤ بالأحداث المستقبلية قد جاءت صراحة أو كناية في القرآن في عهد النبيّ صلى اللّه عليه و آله ، وكلّها مشهودة في القرآن الحالي. وخلافاً للتوارة والإنجيل فالقرآن يصف الأنبياء بأفضل الأوصاف كما ينبغي لطهارة دين أنبياء اللَّه ونزاهتهم. واختلاف القرآن الكريم عن هذه الكتب مشهود بوضوح في هذا الموضوع.
ومن أشمل الأوصاف التي وَصَف بها القرآنُ الكريم نفسَه: «الذكر» أو ذكر اللَّه. ويؤكّد هذا الكتاب السماوي في وصف نفسه أنّه حيّ دائماً في إرشاد الإنسان إلى اللَّه، وهو يذكر في كل موضع أسماء اللَّه الحسنى وصفاته العليا، ويتحدّث عن سنّته في الصنع والإيجاد، ويذكر أوصاف الملائكة وكتب اللَّه ورسله، ويصف شرائع اللَّه وأحكامه، ويتحدّث عن مصير الخلق؛ أي المعاد والرجوع إلى اللَّه وتفاصيل السعادة والشقاء والنار والجنة، وكلّ ذلك ما هو إلاّ ذكر اللَّه، وهو الذي وصف به القرآن الكريم نفسه بقول مطلق.۳