غير ممكنة، فقد تكون الحجّة في المقطع المحذوف أو الذي طرأ عليه التغيير، أو كانت القرينة عليه فيهما.۱
الرابعة. استناد أهل البيت إلى القرآن الحالي
تفيد الروايات الكثيرة أنّ أهل البيت عليهم السلام كانوا يتمسّكون بالقرآن الحالي دوماً في المناسبات المختلفة، حتّى بالآيات التي ادُّعي تحريفها؛ مثل الآية: «أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِى الْأَمْرِ مِنكُمْ » حيث فسّرت روايات أهل البيت عليهم السلام «أُولِى الْأَمْرِ » بأئمّة أهل البيت الاثني عشر.۲
الخامسة. أحاديث الأمر بالتمسّك بالمصحف الحالي وتلاوته وختمه
يفيد الكثير من الروايات بأنّ أئمّة أهل البيت عليهم السلام كانوا يدعون المسلمين دوماً إلى التمسّك بالقرآن الحالي وتلاوته وختمه، أو كانوا يلفتون الانتباه - من خلال الإشارة إلى هذا المصحف الكريم نفسه - إلى الفوائد التكوينية والمعنوية لختم القرآن. وعدّ الشيخ الطوسي في بداية تفسيره القيّم التبيان في تفسير القرآن - من خلال بيان هذا الدليل وبعض الأدلّة الاُخرى - هذه الطائفة من الروايات «متناصرة»، وبيّن أنّ البحث في التحريف ضعيف إلى درجة بحيث إنّه لا يستحقّ الردّ عليه.۳
والروايات المختلفة التي ذكر بعضها تسدّ الطريق بكلّ حزم أمام جميع أنواع التحريف، وتشهد أنّ القرآن الحالي هو نفس الكتاب الذي نزل على النبيّ صلى اللّه عليه و آله . ويستند علماء الشيعة إلى هذه الروايات من جهتين، الاُولى: إثبات سلامة القرآن من التحريف. والثانية: رفض الروايات التي يوهم ظاهرها بالتحريف، فعند تعارض