القُرآنُ هُدىً مِنَ الضَّلالَةِ ، وتِبيانٌ مِنَ العَمى ، وَ... وما عَدَلَ أحَدٌ عَنِ القُرآنِ إلّا إلَى النّارِ .۱
ويمكن اعتبار هذا النوع من الروايات من الدلائل الروائية على عدم تحريف القرآن، فلو كانت هناك إمكانية لتحريفه، فلا يمكن حينئذٍ اعتباره بنحوٍ مطلق ودون قيد ملجأً للمسلمين في كلّ الفتن في حين ابتلي بالفتنة هو نفسه!
الثالثة: حديث الثقلين
يعدّ هذا الحديث في غاية الاعتبار في الردّ على ادعاء تحريف القرآن، وبإمكاننا أن نستدلّ به من ثلاث جهات:
الاُولى: جاء في هذا الحديث في روايات معتبرة وعديدة:
إنّى مُخلِّفٌ فيكُمُ الثَّقلَينِ : كتابَ اللَّه و عِترَتى ... .۲
ويدلّ التعبير «مخلّف فيكم» على أنّ النبيّ صلى اللّه عليه و آله سوف يغيب عن الناس، إلّا أنّه يخلّف شيئين بدلاً منه بين الاُمّة: أحدهما كتاب اللَّه بأجمعه لا قسم منه. والجملة الاسمية تفيد الثبات والدوام. وفضلاً عن ذلك فالعبارات في ذيل هذه الروايات نفسها (روايات الثقلين) تدلّ بوضوح على استمرار هذا التنبّؤ والوعد الضمني لرسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله حتّى يوم القيامة.
الثانيه: صُرّح في هذا الحديث بلزوم التمسك بالقرآن في جميع الأعصار، والاعتقاد بالتحريف ينفي هذا التمسّك من الناحية العملية.
الثالثة: إنّ القول بالتحريف ينفي حجّية ظواهر القرآن واعتبارها، فهو ينفي التمسّك بالتالي، ولا شكّ في أنّ السقط، أو تبديل أقسام من نصّ ما، يجعل من غير الممكن فهم ذلك النصّ بشكل واضح، ومن ثمّ تصبح حجّيته وقابليته للاحتجاج