الثاني: جاء تأكيد صيانة القرآن في هذه الأية باستخدام أداة التأكيد۱. وأدوات التأكيد هنا:
- «إنّ» التي استخدمت مرتين في هذه الآية.
- استخدام ضمير الفصل «نحن» في الفقرة الأولى من الآية: «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ ».
- «اللام» في «لَحَافِظُونَ ».
- تقديم شبه الجملة «له» على «لحافظون» في الفقرة الثانية: «إِنَّا لَهُلَحَافِظُونَ »، في حين أنّها يجب أن تأتي بعدها على أساس كونها مفعولاً به، ومثل هذا التقديم يدلّ بحدّ ذاته على نوع من الاختصاص والتأكيد.
الثالث: استخدمت في هذه الآية صيغة الجمع بدلاً من صيغة المفرد، حيث تدلّ على الإرادة الحتمية والمقترنة بالقدرة في تحقّق وعد الحفظ والصيانة للقرآن۲. ويذكر الزمخشري أنّ ضمائر الجمع استُخدمت عندما يكون المقام مقام قدرة اللَّه وعظمته وإظهار هيمنته۳، وكأنّ اللَّه يريد أن يُعلن أنّه يوظّف كلّ قدرته وجنوده لتحقيق هدفه (حفظه القرآن وصيانته).
الرابع: هنالك علاقة منطقية لا تقبل الانفصام بين قسمي الآية فقد ورد التأكيد على نزول القرآن من قبل اللَّه، في الفقرة الاُولي، حيث يجب اعتباره نوعاً من التقديم وإقامة البرهان للفقرة الثانية إذ ذكر فيه الادّعاء أي: حفظ القرآن من جانب اللَّه، وكأنّه قال: نحن نحفظ القرآن؛ لأنّه نزل من مصدر العلم والحكمة والقدرة الإلهية، فاللَّه سبحانه وتعالي وبإحاطته العلمية يعلم بجميع الجهود الرامية إلى التدخّل في القرآن والتصرّف فيه ومواجهته، وهو يرى بحكمته أنّ المصلحة في