الأدلّة والشواهد على نفي شبهة التحريف
يمكن الاستناد إلى الأدلّة والمؤيّدات العقلية والقرآنية والروائية والتاريخية والتجربية لنفي شبهة التحريف. وبالطبع فإنّ مقتضى هذه الأدلّة مختلف، بمعنى أنّ بعضها ينفي نقصان سورة أو آية، ويشمل بعضها نقصان كلمة بل حتّى حرف واحد.
۱. الأدلّة القرآنية
يمكن الاستناد لإثبات عدم إمكانية تحريف القرآن الكريم إلى ثلاث آيات على الأقلّ، وهي آيات: الحفظ، ونفي الباطل، والرصد الإلهي:
الاُولى: آية الحفظ
تعدّ آية الحفظ أكثر الآيات صراحة في نفي أيّ نوع من التحريف عن القرآن، فقد أعلن اللَّه في هذه الآية:
«إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُلَحَافِظُونَ ».۱
ونذكر فيما يلي الملاحظات التي تمّ التأكيد عليها في هذه الآية لإثبات الادّعاء:
الأوّل: المراد من (الذكر) في هذه الآية هو القرآن۲، فقد اُطلق الذكر على هذا الكتاب السماوي في طائفة اُخرى من الآيات. وأمّا الاحتمال المتمثّل في أنّ المراد من الذكر: النبيّ صلى اللّه عليه و آله ۳ ففضلاً عن أنّه لا يتّفق مع مفهوم الإنزال، فهو لا يتفّق مع سياق الآيات أيضاً، فقد جاء في الآيات التي سبقت آية الحفظ:
«وَ قَالُواْ يَأَيُّهَا الَّذِى نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ » .
ومع أخذ هذا السياق بنظر الاعتبار، فإنّ الألف واللام في كلمة «الذِّكْرَ » في آية الحفظ هي للعهد، أي إنّنا نحافظ على ذلك الذكر نفسه «القرآن».