211
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

الأدلّة والشواهد على نفي شبهة التحريف‏

يمكن الاستناد إلى الأدلّة والمؤيّدات العقلية والقرآنية والروائية والتاريخية والتجربية لنفي شبهة التحريف. وبالطبع فإنّ مقتضى هذه الأدلّة مختلف، بمعنى أنّ بعضها ينفي نقصان سورة أو آية، ويشمل بعضها نقصان كلمة بل حتّى حرف واحد.

۱. الأدلّة القرآنية

يمكن الاستناد لإثبات عدم إمكانية تحريف القرآن الكريم إلى ثلاث آيات على الأقلّ، وهي آيات: الحفظ، ونفي الباطل، والرصد الإلهي:

الاُولى: آية الحفظ

تعدّ آية الحفظ أكثر الآيات صراحة في نفي أيّ نوع من التحريف عن القرآن، فقد أعلن اللَّه في هذه الآية:
«إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ‏لَحَافِظُونَ ».۱

ونذكر فيما يلي الملاحظات التي تمّ التأكيد عليها في هذه الآية لإثبات الادّعاء:

الأوّل: المراد من (الذكر) في هذه الآية هو القرآن‏۲، فقد اُطلق الذكر على هذا الكتاب السماوي في طائفة اُخرى من الآيات. وأمّا الاحتمال المتمثّل في أنّ المراد من الذكر: النبيّ صلى اللّه عليه و آله ۳ ففضلاً عن أنّه لا يتّفق مع مفهوم الإنزال، فهو لا يتفّق مع سياق الآيات أيضاً، فقد جاء في الآيات التي سبقت آية الحفظ:
«وَ قَالُواْ يَأَيُّهَا الَّذِى نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ » .

ومع أخذ هذا السياق بنظر الاعتبار، فإنّ الألف واللام في كلمة «الذِّكْرَ » في آية الحفظ هي للعهد، أي إنّنا نحافظ على ذلك الذكر نفسه «القرآن».

1.الحجر: ۹.

2.التبيان في تفسير القرآن: ج ۱ ص ۱۸ و ج ۶ ص ۳۲۰؛ تفسير الطبري: ج ۱۴ ص ۱۱ - ۱۲.

3.تفسير الطبري: ج ۱۴ ص ۱۲.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
210

الزيادة والنقصان.

۳. التحريف عن طريق تغيير المواضع: أي أن يغيّر المحرّف مواضع بعض الكلمات أو العبارات؛ كي يحصل منها على معنى مختلف.

حفظ القرآن من التحريف‏

احتمال التحريف اللفظي في القرآن من نوع الزيادة مرفوضٌ بإجماع كلّ المسلمين‏۱، وأما التحريف من نوع النقصان فله بين أهل السنّة۲ والشيعة۳ مؤيّدون‏۴استندوا إلى بعض الروايات المخدوشة في السند أو الدلالة. ومع كلّ ذلك فالرأي المشهور لعلماء الفريقين هو سلامة القرآن من التحريف. وقد أكّد كبار علماء الشيعة مثل : الشيخ الصدوق ۵و الشيخ المفيد ۶ ، و السيد المرتضى ۷، و الشيخ الطوسي‏۸ وأمين الإسلام الطبرسي‏۹هذه الملاحظة وهي: أنّ القرآن الذي وصلنا من دون هو نفس القرآن الذي نزل على النبيّ صلى اللّه عليه و آله أي زيادة ونقصان، ومن نسب إلى الشيعة غير ذلك فقد افترى عليهم الكذب، كما اعتبروا الروايات المبيّنة للتحريف عديمة القيمة.۱۰

1.لتفصيل أكثر، راجع: مجمع البيان: ج ۱ ص ۱۴؛ تفسير الصافي: ج ۱ ص ۳۶؛ آلاء الرحمن: ص ۲۵؛ صيانة القرآن من التحريف: ص ۱۸ -۱۹.

2.للنموذج، مجمع الزوائد: ج ۷ ص ۱۶۳؛ كنز العمّال: ج ۱ ص ۵۱۷ و ۵۴۱؛ الدر المنثور: ج ۶ ص ۴۲۰ - ۴۲۲.

3.أوائل المقالات: ص ۱۸۶ - ۱۸۷؛ الأقطاب الفقهية: ص ۱۶.

4.المسائل السروية: ص ۷۹؛ البيان: ص ۲۰۱؛ صيانة القرآن من التحريف: ص ۴۰.

5.الاعتقادات: ص ۸۴.

6.المسائل السروية: ص ۸۲.

7.مجمع البيان: ج ۱ ص ۴۳.

8.التبيان في تفسير القرآن: ج ۱ ص ۳.

9.مجمع البيان: ج ۱ ص ۱۵ و ۴۳.

10.المسائل السروية: ص ۸۲؛ مجمع البيان: ج ۱ ص ۴۳.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27433
صفحه از 616
پرینت  ارسال به