«وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُ نَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ».۱
تتحدّث هذه الآية عن التحريف اللفظي والأساسي للتوراة في القراءة، حيث كان اليهود يقرؤون العبارة التي اصطنعوها بالأسلوب المتعارف عليه في تلاوة التوراة:
«فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَ وَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ ».۲
والحديث في هذه الآية عن التحريف اللفظي والأساسي للتوراة في الكتابة، فنقرأ في صدر الآية ۴۶ من سورة النساء:
«مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ».۳
وتتحدّث هذه الآية ببيان مطلق عن تحريف كلام الوحي الإلهي في التوراة، ويمكن حمله على كلّ من التحريف اللفظي والتحريف المعنوي، ولذلك حمله بعض المفسّرين على الوجه اللفظي، وبعض آخر على الوجه المعنوي.
وهكذا الآيتان ۱۳ و ۱۴ من سورة المائدة: يقول القرآن في مواصلة الآية نفسها:
«وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيَّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِى الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً ».۴
والحديث في هذا القسم من الآية عن التحريف اللفظي للتوراة في القراءة، حيث كانوا يقرؤون عبارات التوراة مغيّرين وجه تلفظها أو التلاعب بها بحيث توحي للمخاطب معنى آخر.