بحث في حفظ القرآن من التحريف ۱
دراسة لغوية لكلمة «التحريف»
التحريف من المادة «ح رف» بمعنى: الحافة والضفّة والجهة، ووجه كل شيء. وقد اعتبر معظم اللغويّين - ومن جملتهم: الجوهري والزبيدي والراغب - الحرف: بهذا المعنى.۲
وعلى هذا الأساس فان التحريف يعني: إزاحة الشيء جانباً، أو إعادة الشيء وتغييره عن وجهه. ويعود تحريف الكلام - الذي يعني تغيير معناه وتبديله۳ - إلى هذا الوجه نفسه؛ لأنّ المحرف يغير المعنى الصحيح والمراد للمتكلم إلى معنى وجهة اُخرى، سواء كان هذا التحريف بتغيير الحروف والكلمات والجمل أو تغيير مواضعها، أم من خلال تفسيرها المغلوط.
أنواع تحريف التوراة
يحكي لنا القرآن الكريم أشكالاً عديدة من تحريف الكتاب على يد بني إسرائيل، مثل:
1.قام بالإعداد الأوّلي لهذا البحث حجة الإسلام والمسلمين الدكتور علي نصيري والفاضل الكريم السيد إبراهيم أحمديان.
2.الصحاح: ج ۴ ص ۱۳۴۲؛ تاج العروس: ج ۱۲ ص ۱۳۶؛ مفردات ألفاظ القرآن: ص ۲۲۸ مادة «حرف».
3.يقول ابن عباد والليث واللغويون الآخرون: «التحريف في القرآن وفي الكلام: تغيير الكلمة عن معناها»؛ (المحيط في اللغة: ج ۳ ص ۸۲ وراجع: معجم تهذيب اللغة: ج ۱ ص ۷۸۹؛ المصباح المنير: ص ۱۳۰ و..).