۲۴۰.مقتنيات الدرر- في تَفسيرِ قَولِهِ تَعالى : « فَأَبَوْاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا »۱الآيَةَ - : قيلَ : إنَّ أهلَ تِلكَ القَريَةِ لَمّا سَمِعوا نُزولَ هذِهِ الآيَةِ استَحيَوا مِن هذَا العارِ ، وجاؤوا إلى رَسولِ اللَّهِ بِحِملٍ مِنَ الذَّهَبِ ، وقالوا:
يا رَسولَ اللَّهِ ، نَشتَري بِهذَا الذَّهَبِ أن تَجعَلَ الباءَ في الآيَةِ تاءً حَتّى تَصيرَ القِراءَةُ هكَذا : «فَأَتَوْاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا» أي أتَوا أن يُضَيِّفوهُما ، وكانَ إتيانُ أهلِ القَريَةِ إلَيهِما لِأَجلِ الضِّيافَةِ ، وقالوا : غَرَضُنا مِنهُ أن يَندَفِعَ عَنّا هذَا اللُّؤمُ!
فَامتَنَعَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ، وقالَ : تَغييرُ النُّقطَةِ الواحِدَةِ يوجِبُ دُخولَ الكَذِبِ فِي كَلامِ اللَّهِ ، وذلِكَ يوجِبُ القَدحَ۲ فِي العُبودِيَّةِ بِالنِّسبَةِ إلَى الرُّبوبِيَّةِ.۳
۲۴۱. الإمام الصادق عليه السلام : إنَّ اللَّهَ لَمّا بَعَثَ موسَى بنَ عِمرانَ ثُمَّ مَن بَعدَهُ مِنَ الأَنبِياءِ إِلى بَني إسرائيلَ ، لَم يَكُن فيهِم أحَدٌ إلّا أخَذوا عَلَيهِمُ العُهودَ والمَواثيقَ لَيُؤمِنُنَّ بِمُحَمَّدٍ العَرَبيِّ الاُمِّيِّ المَبعُوثِ بِمَكَّةَ ، الَّذي يُهاجِرُ إلَى المَدينَةِ ، يَأتي بِكِتابٍ مِنَ الحُروفِ المُقَطَّعَةِ افتتاحُ بَعضِ سُوَرِهِ ، يَحفَظُهُ اُمَّتُهُ فَيَقرَؤنَهُ قِياماً وقُعوداً ومُشاةً وعَلى كُلِّ الأَحوالِ ، يُسَهِّلُ اللَّهُ عزّ و جلّ حِفظَهُ عَلَيهِم ، ويَقرِنونَ بِمُحَمَّدٍ صلى اللّه عليه و آله أخاهُ ووصِيَّهُ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام ،
الآخِذَ عَنهُ عُلُومَهُ الَّتي عَلَّمَها ، والمُتَقَلِّدَ عَنهُ الأَمانَةَ الَّتي قَدَّرَها، ومُذَلِّلَ كُلِّ مَن عانَدَ مُحَمَّداً صلى اللّه عليه و آله بِسَيفِهِ الباتِرِ ، ويُفحِمُ كُلَّ مَن جادَلَهُ وخاصَمَهُ بِدَليلِهِ الظّاهِرِ ، يُقاتِلُ عِبادَ اللَّهِ عَلى تَنزيلِ كِتابِ اللَّهِ حَتّى يَقودَهُم إلى قَبولِهِ طائِعينَ وكارِهينَ .
ثُمَّ إذا صارَ مُحَمَّدٌ صلى اللّه عليه و آله إلى رِضوانِ اللَّهِ عزّ و جلّ ، وارتَدَّ كَثيرٌ مِمَّن كانَ أعطاهُ ظاهِرَ الإيمانِ ، وحَرَّفوا تَأويلاتِهِ ، وغَيَّروا مَعانيهِ ، ووَضَعوها عَلى خِلافِ وُجوهِها ؛ قاتَلَهُم بَعدَ ذَلِكَ عَلى تَأويلِهِ ، حَتَّى يَكونَ إبليسُ الغاوي لَهُم هُوَ الخاسِرَ الذَّليلَ المَطرودَ المَغلولَ .