205
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

قالَ : فَلَمّا بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّداً وأظهَرَهُ بِمَكَّةَ ، ثُمَّ سَيَّرَهُ مِنها إلَى المَدينَةِ وأظهَرَهُ بِها ، ثُمَّ أنزَلَ إلَيهِ الكِتابَ وجَعَلَ افتِتاحَ سورَتِهِ الكُبرى‏ ب«ألم» يَعني : « ألم * ذلك الكتاب » وهُوَ ذلِكَ الكِتابُ الَّذي أخبَرتُ أنبِيائِيَ السّالِفينَ أنّي سَاُنزِلُهُ عَلَيكَ يا مُحَمَّدُ ، « لا ريب فيه » ، فَقَد ظَهَرَ كَما أخَبَرهُم بِهِ أنبِياؤُهُم أنَّ مُحَمَّداً يَنزِلُ عَليهِ كِتابٌ مُبارَكٌ لا يَمحوهُ الباطِلُ ، يَقرَؤُهُ هُوَ واُمَّتِهِ عَلى‏ سائِرِ أحوالِهِم .۱

1.معاني الأخبار : ص ۲۵ ح ۴ عن محمّد بن زياد ومحمّد بن سيّار عن الإمام العسكري عليه السلام ، بحار الأنوار : ج ۹۲ ص ۳۷۸ ح ۱۰ .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
204

۲۴۰.مقتنيات الدرر- في تَفسيرِ قَولِهِ تَعالى‏ : « فَأَبَوْاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا »۱الآيَةَ - : قيلَ : إنَّ أهلَ تِلكَ القَريَةِ لَمّا سَمِعوا نُزولَ هذِهِ الآيَةِ استَحيَوا مِن هذَا العارِ ، وجاؤوا إلى‏ رَسولِ اللَّهِ بِحِملٍ مِنَ الذَّهَبِ ، وقالوا:
يا رَسولَ اللَّهِ ، نَشتَري بِهذَا الذَّهَبِ أن تَجعَلَ الباءَ في الآيَةِ تاءً حَتّى‏ تَصيرَ القِراءَةُ هكَذا : «فَأَتَوْاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا» أي أتَوا أن يُضَيِّفوهُما ، وكانَ إتيانُ أهلِ القَريَةِ إلَيهِما لِأَجلِ الضِّيافَةِ ، وقالوا : غَرَضُنا مِنهُ أن يَندَفِعَ عَنّا هذَا اللُّؤمُ!
فَامتَنَعَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ، وقالَ : تَغييرُ النُّقطَةِ الواحِدَةِ يوجِبُ دُخولَ الكَذِبِ فِي كَلامِ اللَّهِ ، وذلِكَ يوجِبُ القَدحَ‏۲ فِي العُبودِيَّةِ بِالنِّسبَةِ إلَى الرُّبوبِيَّةِ.۳

۲۴۱. الإمام الصادق عليه السلام : إنَّ اللَّهَ لَمّا بَعَثَ موسَى بنَ عِمرانَ ثُمَّ مَن بَعدَهُ مِنَ الأَنبِياءِ إِلى‏ بَني إسرائيلَ ، لَم يَكُن فيهِم أحَدٌ إلّا أخَذوا عَلَيهِمُ العُهودَ والمَواثيقَ لَيُؤمِنُنَّ بِمُحَمَّدٍ العَرَبيِّ الاُمِّيِّ المَبعُوثِ بِمَكَّةَ ، الَّذي يُهاجِرُ إلَى المَدينَةِ ، يَأتي بِكِتابٍ مِنَ الحُروفِ المُقَطَّعَةِ افتتاحُ بَعضِ سُوَرِهِ ، يَحفَظُهُ اُمَّتُهُ فَيَقرَؤنَهُ قِياماً وقُعوداً ومُشاةً وعَلى‏ كُلِّ الأَحوالِ ، يُسَهِّلُ اللَّهُ عزّ و جلّ حِفظَهُ عَلَيهِم ، ويَقرِنونَ بِمُحَمَّدٍ صلى اللّه عليه و آله أخاهُ ووصِيَّهُ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام ،
الآخِذَ عَنهُ عُلُومَهُ الَّتي عَلَّمَها ، والمُتَقَلِّدَ عَنهُ الأَمانَةَ الَّتي قَدَّرَها، ومُذَلِّلَ كُلِّ مَن عانَدَ مُحَمَّداً صلى اللّه عليه و آله بِسَيفِهِ الباتِرِ ، ويُفحِمُ كُلَّ مَن جادَلَهُ وخاصَمَهُ بِدَليلِهِ الظّاهِرِ ، يُقاتِلُ عِبادَ اللَّهِ عَلى‏ تَنزيلِ كِتابِ اللَّهِ حَتّى‏ يَقودَهُم إلى‏ قَبولِهِ طائِعينَ وكارِهينَ .
ثُمَّ إذا صارَ مُحَمَّدٌ صلى اللّه عليه و آله إلى‏ رِضوانِ اللَّهِ عزّ و جلّ ، وارتَدَّ كَثيرٌ مِمَّن كانَ أعطاهُ ظاهِرَ الإيمانِ ، وحَرَّفوا تَأويلاتِهِ ، وغَيَّروا مَعانيهِ ، ووَضَعوها عَلى‏ خِلافِ وُجوهِها ؛ قاتَلَهُم بَعدَ ذَلِكَ عَلى‏ تَأويلِهِ ، حَتَّى‏ يَكونَ إبليسُ الغاوي لَهُم هُوَ الخاسِرَ الذَّليلَ المَطرودَ المَغلولَ .

1.الكهف : ۷۷.

2.قَدَح فيه : طعن ، عاب (تاج العروس : ج ۴ ص ۱۶۵ «قدح» ).

3.. تفسير مقتنيات الدرر : ج ۶ ص ۳۲۰ ، تفسير اثني عشري : ج ۸ ص ۷۹ ، تفسير الرازي : ج ۲۱ ص ۱۵۷ نحوه .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27773
صفحه از 616
پرینت  ارسال به