201
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

جَميعُ سُوَرِ القُرآنِ مِئَةٌ وأربَعَ عَشرَةَ سورَةً .۱

ونقل مفسرو أهل السنّة العديد من الأقوال في هذا الموضوع، فقال السيوطي أنّ ۸۵ سورة من القرآن مكّية و۲۸ سورة مدنية۲. ونقل بعض آخر عن ابن مسعود أنّ عدد سور القرآن ۱۱۲ سورة. ونقل عن زيد بن ثابت أنّ عدد السور ۱۱۴، وهذا هو قول غالبية الصحابة.۳

وللاختلاف في عدد سور القرآن سببان:

الأول: إنّ بعض الباحثين القرآنيين اعتبروا سورة التوبة (براءة) جزءاً من الأنفال‏۴، وكما يقول العلّامة الطباطبائي فإنّ أئمة أهل البيت عليهم السلام لا يعتبرون براءة سورة مستقلة۵، بل يعدونها آيات من سورة الأنفال‏۶. كما تعدّ سورتا الضحى و «ألم نشرح» - استناداً إلى بعض الروايات - سورة واحدة، وسورتا الفيل وقريش سورة واحدة أيضاً.۷

الثاني: إِنّ المعوّذتين (سورتي الفلق والناس) ليستا من سور القرآن استناداً إلى بعض الأقوال الشاذّة۸ كما عدّ بعض الكتّاب سورة موسومة ب «القنوت» ضمن سور القرآن وهي بحدّ ذاتها سورتان‏۹، ومن الواضح أنّ هذا النوع من الآراء الشاذّة لا قيمة له؛ بسبب تعارضه مع الأدلّة المتقنة على نزاهة القرآن من التحريف، ولعدم

1.راجع: ص ۱۹۴ ح ۲۳۷.

2.الدّر المنثور: ج ۶ ص ۴۲۲.

3.روح البيان: ج ۱۰ ص ۵۴۶.

4.روح البيان: ج ۱۰ ص ۵۴۶؛ مقتنيات الدرر: ج ۱۲ ص ۲۶۸.

5.الميزان في تفسير القرآن: ج ۱۳ ص ۲۳۲ وراجع: الكشّاف: ج ۲ ص ۱۷۱.

6.الميزان في تفسير القرآن: ج ۱۳ ص ۲۳۱ وراجع: تفسير نور الثقلين: ج ۲ ص ۱۷۶.

7.التبيان في تفسير القرآن: ج ۱۰ ص ۳۷۱؛ تفسير نور الثقلين: ج ۵ ص ۶۰۲، ۶۶۹، الميزان في تفسير القرآن: ج ۱۳ ص ۲۳۱ - ۲۳۲.

8.الدرّ المنثور: ج ۶ ص ۴۱۶؛ روح البيان: ج ۱۰ ص ۵۴۶؛ مقتنيات الدرر: ج ۱۲ ص ۲۶۸.

9.الدرّ المنثور: ج ۱ ص ۳۰۷.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
200

« البارز ، و الممتاز و المشخّص » ، و استناداً إلى المعنى الثاني فإنها تعني الاضطراب عند الغضب « سَورة الغضب » و فوران الخمرة عند الغليان « سورة الخمر».۱

استناداً إلى المعنى الثاني فقد ذكرت للسورة ستة معانٍ: الفضل والمنزلة، الشرف، العلامة والأمارة، البناء الجميل والمشيد، كل صف من صفوف الجدار، القسم المنفصل عن الآخر.۲

والسورة في اصطلاح المسلمين وعُرفهم هي «مجموعة من الآيات عددها وبداياتها ونهايتها توقيفية من قبل الوحي»؛ وعلى هذا الأساس فإنّ كلّ واحد من فصول القرآن وأقسامه المئة والأربعة عشر يسمّى «سورة». وتُحقّق كلّ سورة من سور القرآن هدفاً واحداً أو عدّة أهداف (على أساس قبول الوحدة الموضوعية للسور أو عدم قبولها)، وتضمّ معارف خاصّة، وتبدأ ب «بسم اللَّه الرحمن الرحيم» إلّا سورة التوبة.

وقيل في وجه تسمية السور القرآنية بالسور: إنّها شبيهة ب «سور المدينة» فكما أن السور يحيط بالمدينة، فكذلك سور القرآن تحيط بسلسلة من الآيات‏۳. وتعتبر سورة الكوثر أقصر سور القرآن وتضمّ ثلاث آيات، وأطول السور هي البقرة وتضمّ ۲۸۶ آية.

عدد سور القرآن‏

هنالك اختلاف في عدد سور القرآن أيضاً. وقد نقل الطبرسي وآخرون أنّ رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله : قال:

1.معجم مقاييس اللغة: ج ۳ ص ۱۱۵ مادة «سور»؛ مختار الصحاح: ص ۱۷۰؛ مجمع البيان: ج ۷ ص ۲۱۸.

2.راجع: أقرب الموارد: ج ۱ ص ۵۵۶؛ المنجد: ص ۳۶۲ مادة «سأر»؛ القاموس المحيط: ج ۲ ص ۵۳ مادة «سور».

3.مجمع البيان: ج ۵ ص ۱۸۸؛ الإتقان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۱۴۷.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27717
صفحه از 616
پرینت  ارسال به