199
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

علي النبي صلى اللّه عليه و آله ۱۷۰۰۰ آية۱. ويجب توجيه هذا النوع من الروايات، بعد دراسة النسخ والتأكد من تماثلها كلّها بنحو لا يؤدّي إلى نتيجة تحريف القرآن، وإلّا فإنّها مرفوضة بسبب تعارضها معه، حيث يعتبر هذا الكتاب الإلهي مصوناً من قبل اللَّه، كما جاء في الآية التاسعة من سورة الحجر.۲

وبنحو إجمالي يعود تعيين حدود الآيات و ترقيمها إلى عهد النبيّ صلى اللّه عليه و آله ، ووردت الإشارة في الروايات إلي عدد آيات بعض السور (الحمد سبع آيات، والملك ثلاثون آية).۳

ويرى العلّامة الطباطبائي أنّه لا يوجد نصّ متواتر أو خبر واحد معتدّ به حول الأعداد المذكورة لآليات بحيث يمكن أن يوثق به؛ لذا لا يلزم الاعتقاد بأيّ نصّ، بل يمكن قبول كلّ واحد بعد التحقّق منه.۴

وجدير بالذكر أنّ ما شاع بين العوامّ من أنّ عدد آيات القرآن ۶۶۶۶ لا أساس له، ولا يعتقد به أيّ من أصحاب الأعداد.

السورة لغةً واصطلاحاً

جاءت السورة بمعان متعدّدة في المفهوم اللغوي، وسبب ذلك اختلاف الآراء في مادّتها الأصلية. فهل هي من مادّة «سَئر، يَسأر، سأراً» أم من مادّة «سارَ، يَسور، سوراً»؟ فإذا كانت من المادّة الاُولى فهي تعني «المتبقّي»۵، وإذا كانت من المادّة الثانية التي تدلّ على العلو والارتفاع والصعود، فهي تعني‏

1.الكافي: ج ۲ ص ۶۳۴؛ تفسير نور الثقلين: ج ۱ ص ۳۱۳.

2.راجع: ص ۲۱۱ (الفصل الرابع / الأدلة والشواهد على نفي شبهة التحريف) .

3.الإتقان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۱۸۴ - ۱۸۶؛ القرآن في الإسلام: ص ۱۵۱.

4.راجع: الميزان في تفسير القرآن: ج ۱۳ ص ۲۳۲.

5.لسان العرب: ج ۴ ص ۳۳۹ - ۳۴۰ مادة «سأر».


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
198

جَميعُ آياتِ القُرآنِ سِتَّةُ آلافِ آيَةٍ وَمِئَتا آيَةٍ وَسِتٌّ وَ ثَلاثونَ آيَةً .۱

ويعتبر جمهور علماء القرآن - ومنهم الطبرسي - أنّ هذا العدد - الذي يعادل إحصاء المذهب الكوفي - أصحّ الأعداد ويتمتّع بأوثق الأسناد. وقد روى هذا العدد حمزة بن حبيب، عن ابن أبي ليلى، وهو عن أبي عبدالرحمن السلّمي، عن أمير المؤمنين عليه السلام .۲

ويري العلّامة الطباطبائي أنّه لا يوجد أيّ نصّ متواتر وخبر واحد معتمد حول عدد آيات القرآن، ومن أوضح أدلّته اختلاف أهل مكّة، المدينة، الشام، البصرة والكوفة بخصوص العدد. كما يعتبر العدد المروي عن أمير المؤمنين عليه السلام معارضاً لجزئية البسملة في كل السور (سوى براءة)؛ لأن أئمة أهل البيت عليهم السلام يرون «بسم اللَّه» آية من القرآن وجزء من كلّ سورة، وهو ما يستلزم إضافة عدد موارد «بسم اللَّه» إلى الرقم ۶۲۳۶.۳

ونظراً إلى أنّ إضافة الرقم ۱۱۳ ل «بسم اللَّه» في بدايات السور إلى الرقم المذكور، سوف يرفعه إلى الرقم ۶۳۴۹ وهو لا ينسجم مع أيّ عدد من الأعداد المروية، ولأجل حفظ العدد ۶۲۳۶ من جهة، واحتساب عدد «بسم اللَّه» في بدايات السور من جهة اُخرى، فإنّ بالإمكان القول: إنّ «بسم اللَّه» في سورة الحمد آية مستقلة، وهي في السور الاُخرى جزء من آيتها الاُولى، فإجماع العلماء والقائلين بالأعداد السابق ذكرها، أنّ البسملة في الآية ۳۱ من سورة النمل جزء من الآية.

وقد جاء في رواية عن الإمام الصادق عليه السلام أن عدد الآيات التي أنزلها جبرائيل عليه السلام

1.راجع: ص ۱۹۴ ح ۲۳۷.

2.راجع: الإتقان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۱۸۲؛ الميزان في تفسير القرآن: ج ۱۳ ص ۲۳۲؛ البيان في عد آي القرآن: ص ۸۰.

3.راجع: الميزان في تفسير القرآن: ج ۱۳ ص ۲۳۲ - ۲۳۳.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27630
صفحه از 616
پرینت  ارسال به