بحث في عدد سور القرآن وآياته۱
إنّ ما يطالعنا من خلال النظرة الاُولى إلى القرآن الكريم هو التقسيم الخاصّ والأجزاء المختلفة عن أجزاء الكتب الاُخرى، كما يشير القرآن نفسه إلى هذه التجزئة والتقسيم في قوله:
«وَ قُرْءَانًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُعَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَ نَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً».۲
وكما أنّ القرآن يختلف عن الكتب الاُخرى في اُسلوب الكلام والمحتوى وجمال الألفاظ والجمل وما إلى ذلك، فإنّه يختلف عنها في شكل التقسيم أيضاً، وعلى حدّ قول الجاحظ فإن اللَّه جعل اسم كلامه متميزاً عن الاسماء التي كان العرب يضعونها على كلامهم، وكذلك في أجزائه، حيث سمّى العرب مجموع كلامهم «الديوان»، وأجزاءه «القصيدة»، وأجزاء القصيدة «البيت»، والتناسب بين نهايات الأبيات «القافية»، ولكنّ اسم هذه المجموعة «القرآن»، وأجزاءها «السورة»، وأقسام السورة «الآية»، كما سمّي التناسب بين نهايات الآيات ب «الفاصلة».۳
وقسم القرآن الكريم إلى أجزاء مختلفة لاعتبارات شتّى، منها: السورة، والآية، والجزء، والحزب، والعشر. نعم للسورة والآية جذور قرآنية وردت الإشارة إليهما في هذا الكتاب الكريم نفسه؛ ولذلك سوف نعمد إلى إيضاح هذين المصطلحين وإحصائهما في الروايات والمصادر التفسيرية والتاريخية.