إلى مجموع الروايات التاريخية: إنّ جمع القرآن تمّ في ثلاث مراحل:
۱. جمع القرآن على عهد النبيّ صلى اللّه عليه و آله :
كان القرآن ينزل في هذا العهد على مدى ۲۳ عاماً بنحو متفرّق، والنبيّ صلى اللّه عليه و آله يقرؤه على المسلمين على مهل، وكانوا يختزنونه في ذاكرتهم، وفضلاً عن ذلك فقد كان رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله يعجل في كتابة وحي القرآن، ويأمر كتّاب الوحي بمجرّد نزول كلّ آية أن يجعلوها في موضعها، وسرعان ما بدأت كتابة القرآن اعتباراً من العهد المكّي.۱
ويروي البخاري عن براء أنّ النبيّ صلى اللّه عليه و آله دعا زيداً عند نزول آية: «لَّا يَسْتَوِى الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ»۲ وأمر بكتف ودواة كي يكتبها۳، فدوّن كتّاب الوحي ما كان ينزل على النبيّ صلى اللّه عليه و آله في قراطيس مختلفة، وعندما اكتمل نزول الوحي وحضرت النبيّ صلى اللّه عليه و آله الوفاة، كان القرآن كلّه قد كتب في صحف عديدة أمامه صلى اللّه عليه و آله وتحت إشرافه الكامل، ولكنّه لم يكن قد جُمع في مصحف واحد وبين دفّتين.۴
۲. جمع القرآن على عهد أبي بكر:
جُمعت صحف القرآن المذكورة في مصحف واحد، وكان أوّل مصحف رسمي دوّنه جهاز الخلافة، وإلّا فإنّ بعض الصحابة - ومنهم أمير المؤمنين عليه السلام وابن مسعود - كانوا قد دوّنوا بعض المصاحف قبل ذلك۵. وبقي مصحف أبي بكر عنده حتّى مات، ثمّ وصل إلى عمر، ثم إلى حفصة من بعده.۶
۳. جمع القرآن على عهد عثمان:
على إثر الاختلافات التي حدثت في هذا العهد في المصاحف وفي القراءات تبعاً
1.الموسوعة القرآنية للأبياري : ج ۱ ص ۳۵۲ - ۳۵۳.
2.النساء: ۹۵.
3.صحيح البخاري: ج ۵ ص ۱۸۳.
4.الموسوعة القرآنية: ج ۱ ص ۳۵۴؛ معجم علوم القرآن: ص ۱۱۲ - ۱۱۳.
5.الموسوعة القرآنية: ج ۱ ص ۳۵۵.
6.الموسوعة القرآنية: ج ۱ ص ۳۵۶؛ معجم علوم القرآن: ص ۱۱۵.