191
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

حيث كان يمتلك نسخة من القرآن دونت بأمر النبيّ صلى اللّه عليه و آله خلافاً لترتيب النزول، وهذه النسخة هي غير مصحف عليّ عليه السلام الذي يقال: إنّه كان على أساس ترتيب النزول‏۱. واعتبر بعضهم ما قاله السيّد ابن طاووس من أنّ «عثمان جمع القرآن على رأي أمير المؤمنين عليه السلام »۲ تأييداً لهذا الموضوع‏۳. وبالرغم من صعوبة قبول الادّعاء المذكور، إلّا أنّ الأمام عليه السلام أيّد مسيرة توحيد المصاحف.۴

وهكذا فقد اُعدّت نسخ من القرآن، واُرسلت إلى المراكز الرئيسة في البلاد الإسلامية۵، واحتفظ عثمان في المدينة بالنسخة المسماة ب «الاُمّ» أو «الإمام» ۶. وأيّد أمير المؤمنين عليه السلام ۷والصحابة الآخرون‏۸عملية (توحيد المصاحف)، ولكنّ ابن مسعود شعر بالانزعاج لأنّ من تولّى ذلك كان شابّاً صغيراً وعديم التجربة كزيد.۹

وبناءً على ذلك، فإن عثمان لم يجمع الناس إلّا على قراءة واحدة۱۰، أو جمع الكلّ على مصحف واحد۱۱ كي يمنع الاختلاف.

المسيرة التاريخية لتوحيد المصاحف‏

يبدو أنّ من غير الممكن تقديم وجهة نظر حاسمة في موضوع جمع القرآن؛ بسبب التناقض الموجود بين الروايات، ومع ذلك، فبالإمكان القول من خلال نظرة شاملة

1.تدوين القرآن: ص ۳۵۱ - ۳۵۲.

2.سعد السعود: ص ۲۷۸.

3.كاوشى در جمع قرآن: ص ۸۹.

4.المصاحف: ج ۱ ص ۱۷۶ - ۱۷۷؛ قرآن در إسلام: ص ۱۶۵؛ مباحث في علوم القرآن:ص ۸۴.

5.المقنع: ص ۹؛ تاريخ اليعقوبي: ج ۲ ص ۱۷۰؛ سعد السعود: ص ۲۷۸.

6.مباحث في علوم القرآن: ص ۸۴؛ قرآن در إسلام: ص ۱۶۴.

7.سعد السعود: ص ۲۷۸؛ روح المعاني: ج ۱ ص ۴۳.

8.غرائب القرآن: ج ۱ ص ۲۷.

9.المصاحف: ج ۱ ص ۱۸۹ - ۱۹۱؛ غرائب القرآن: ج ۱ ص ۲۷.

10.روح المعاني: ج ۱ ص ۴۲ - ۴۳؛ تاريخ قرآن، معرفت: ص ۱۰۱ - ۱۰۸.

11.المقنع: ص ۷؛ المرشد الوجيز: ص ۷۱.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
190

المسلمين - غير العرب الحديثي العهد بالإسلام - يقرؤون القرآن بقراءات مختلفة۱. ويؤيّده أنّ حذيفة بن اليمان (من أصحاب رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله وأمير المؤمنين عليه السلام )۲ وسعيد بن العاص اللذين كانا في طريق عودتهما من حرب أرمينية قد رأيا بأنفسهما أن أهالي كل مدينة كانوا يقرؤون القرآن بقراءة معينة ويعتبرون قراءتهم أفضل من القراءات الاُخرى؛ ولذلك فقد طلبا من عثمان أن يفكّر في حلّ لمنع الاختلاف.۳

وكان مصدر هذه القراءات المصاحف التي جمعها بعض الصحابة، واكتسبت مكانة خاصة بين المسلمين نظراً للمنزلة والمكانة الاجتماعية لجامعيها۴؛ ولهذا رأى عثمان بعد التشاور مع كبار الصحابة أنّ الحلّ يكمن في إعداد مصحف واحد، ونسخه ووضعه تحت تصرّف المسلمين. فأمر باستعارة القرآن الذي كُتب بأمر أبي بكر من حفصة بنت عمر، وكلّف في البدء مجموعةً مؤلّفة من زيد بن ثابت وعبداللَّه بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام كي يكتبوا نُسَخَ القرآن، وإذا اختلفوا فيما بينهم أمرهم عثمان بكتابة موضع الاختلاف بلغة قريش، ثم أضاف سبعة أشخاص آخرين نظراً إلى بعض الاعتراضات، وأوكل رئاستهم إلى اُبيّ بن كعب. وتظهر بعض الروايات أن هذه المجموعة اتخذت من مصحف أبي بكر أساساً لعملها، إلا أنها لم تغفل في الوقت نفسه عن دراسة مصحف اُبيّ ومقابلته مع الكتابات المتبقية من عهد رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ، وكان هذا الاُسلوب سرّ نجاح عثمان في توحيد المصاحف.۵

وادّعى بعض الباحثين - استناداً إلى قرائن وشواهد ليست بالقاطعة - أن مجموعة توحيد المصاحف اتّخذت من مصحف الإمام علي عليه السلام أساساً لعملها۶،

1.راجع: فتح الباري: ج ۹ ص ۱۴؛ مناهل العرفان: ج ۱ ص ۱۸۴ - ۱۸۵؛ تاريخ قرآن، معرفت: ص ۹۶ - ۹۹.

2.اختيار معرفة الرجال: ج ۱ ص ۱۵۹.

3.المقنع: ص ۶، الإتقان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۱۵۹.

4.المحرر الوجيز: ج ۱ ص ۴۹.

5.تاريخ قرآن، راميار: ص ۴۲۱.

6.تدوين القرآن: ص ۳۳۶ - ۳۳۸.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27445
صفحه از 616
پرینت  ارسال به