حيث كان يمتلك نسخة من القرآن دونت بأمر النبيّ صلى اللّه عليه و آله خلافاً لترتيب النزول، وهذه النسخة هي غير مصحف عليّ عليه السلام الذي يقال: إنّه كان على أساس ترتيب النزول۱. واعتبر بعضهم ما قاله السيّد ابن طاووس من أنّ «عثمان جمع القرآن على رأي أمير المؤمنين عليه السلام »۲ تأييداً لهذا الموضوع۳. وبالرغم من صعوبة قبول الادّعاء المذكور، إلّا أنّ الأمام عليه السلام أيّد مسيرة توحيد المصاحف.۴
وهكذا فقد اُعدّت نسخ من القرآن، واُرسلت إلى المراكز الرئيسة في البلاد الإسلامية۵، واحتفظ عثمان في المدينة بالنسخة المسماة ب «الاُمّ» أو «الإمام» ۶. وأيّد أمير المؤمنين عليه السلام ۷والصحابة الآخرون۸عملية (توحيد المصاحف)، ولكنّ ابن مسعود شعر بالانزعاج لأنّ من تولّى ذلك كان شابّاً صغيراً وعديم التجربة كزيد.۹
وبناءً على ذلك، فإن عثمان لم يجمع الناس إلّا على قراءة واحدة۱۰، أو جمع الكلّ على مصحف واحد۱۱ كي يمنع الاختلاف.
المسيرة التاريخية لتوحيد المصاحف
يبدو أنّ من غير الممكن تقديم وجهة نظر حاسمة في موضوع جمع القرآن؛ بسبب التناقض الموجود بين الروايات، ومع ذلك، فبالإمكان القول من خلال نظرة شاملة
1.تدوين القرآن: ص ۳۵۱ - ۳۵۲.
2.سعد السعود: ص ۲۷۸.
3.كاوشى در جمع قرآن: ص ۸۹.
4.المصاحف: ج ۱ ص ۱۷۶ - ۱۷۷؛ قرآن در إسلام: ص ۱۶۵؛ مباحث في علوم القرآن:ص ۸۴.
5.المقنع: ص ۹؛ تاريخ اليعقوبي: ج ۲ ص ۱۷۰؛ سعد السعود: ص ۲۷۸.
6.مباحث في علوم القرآن: ص ۸۴؛ قرآن در إسلام: ص ۱۶۴.
7.سعد السعود: ص ۲۷۸؛ روح المعاني: ج ۱ ص ۴۳.
8.غرائب القرآن: ج ۱ ص ۲۷.
9.المصاحف: ج ۱ ص ۱۸۹ - ۱۹۱؛ غرائب القرآن: ج ۱ ص ۲۷.
10.روح المعاني: ج ۱ ص ۴۲ - ۴۳؛ تاريخ قرآن، معرفت: ص ۱۰۱ - ۱۰۸.
11.المقنع: ص ۷؛ المرشد الوجيز: ص ۷۱.