۳. الروايات التي كان رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله يجعل على أساسها - وبإشارة جبرائيل - بعض الآيات في سور خاصة۱؛ مثل الرواية التي تقول: إنّ النبيّ صلى اللّه عليه و آله جعل الآية «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسَانِ»۲في سورة النحل بعد نزولها۳. وقد نقلت هذه الرواية بطريقين أيدهما ابن كثير.۴
۴. الروايات الدالّة على أنّ النبيّ صلى اللّه عليه و آله كان يأمر شخصياً بوضع الآيات المتفرّقة في سور خاصة.۵
۵. الروايات الكثيرة التي تذكر أسماء سور القرآن مع ذكر ثواب وفضائل لقراءتها۶. وقد جمعت هذه الروايات في كتب خصائص القرآن وفضائله.
ويبدو أنّه على الرغم من توجيه بعض الإشكالات إلى الروايات المذكورة؛ مثل الإرسال وضعف السند وعدم تمام الدلالة۷، إلا أنّ من الممكن ترجيح توقيفية ترتيب الآيات من مجموعها، مضافاً إلي اهتمام النبي صلى اللّه عليه و آله البالغ بالمحافظة على القرآن، وكذلك ميل غالبية الباحثين القرآنيين إلى هذا الرأي. فضلاً عن أنّ الترتيب الحالي لمعظم آيات القرآن يطابق ترتيب النزول كما جاء في روايات الفريقين، فإنّ كتّاب الوحي كانوا يكتبون الآيات متتالية وحسب ترتيب النزول، وكلّما نزلت بسملة كانوا يفهمون منها انتهاء السورة السابقة وبداية سورة اُخرى، كما قال الإمام الصادق عليه السلام :
كانَ يُعرَفُ اِنقِضاءُ سُورَةٍ بِنُزُول «بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» اِبتِداءً لِاُخرى .۸
1.البرهان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۱۶۸ (نوع ۱۳).
2.النحل: ۹۰.
3.راجع: المحرر الوجيز: ج ۱ ص ۳۷۸.
4.راجع: تفسير ابن كثير: ج ۴ ص ۵۱۲ - ۵۱۳.
5.البرهان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۲۳۲.
6.التمهيد: ج ۱ ص ۲۷۵؛ بحوث في تاريخ القرآن وعلومه: ص ۱۰۱.
7.راجع : پژوهشى در مصحف إمام علي عليه السلام : ص ۲۰۳ فما بعدها.
8.تفسير العياشي: ج ۱ ص ۱۹ ح ۷.