والكثير الآخر من السور، تأييداً لهذا الادّعاء.۱
الرأي النهائي
يمكننا أن نلحق بعض القائلين بالرأي الثاني (اجتهادية ترتيب السور) مثل العلّامة الطباطبائي وآية اللَّه معرفت بالمجموعة الثالثة؛ لأنّهم يؤيّدون ترتيب الكثير من السور بمفهومه المطلق، ويرون أنّ الشواهد التاريخية وحدها عاجزة عن إثبات ترتيب كلّ السور بمفهومه المطلق، ولكن بإمكانها إثبات ترتيب معظم السور، وهو القول الذي يمكن الأخذ به.
المسألة الثالثة: كيفية ترتيب الآيات
لا يتّفق الباحثون التاريخيون على رأي واحد بشأن الترتيب والنظام الحاليّين لآليات وفواتحها وخواتيمها في داخل سور،ويراهما الكثيرون أنّهما كانا بأمرٍ من رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله وإعلان منه؛ وعلى هذا الأساس فنظام الآيات «توقيفي» على ما يُصطلح عليه. بل ادّعى بعضُهم الإجماع على ذلك۲، واعتبروه ممّا لا يرقى إليه الشكّ۳. وقد استند هذا الفريق من الباحثين القرآنيين إلى الأدلّة التالية:
۱. الروايات التي كان النبيّ صلى اللّه عليه و آله يتلو على أساسها بعضَ سور القرآن بالترتيب الحالي في الصلاة وغيرها.۴
۲. الروايات التي كان رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله يُعلن على أساسها بعض الآيات باعتبارها أوّل آيات السور أو آخرها.۵
1.البرهان في تناسب سور القرآن، ص ۷۳ - ۷۸ وراجع: البرهان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۲۵۷.
2.فتح الباري: ج ۹ ص ۳۷؛ الإتقان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۱۶۱؛ روح المعاني: ج ۱ ص ۴۷؛ مباحث في علوم القرآن: ص ۷۱.
3.المحرر الوجيز: ج ۱ ص ۵۰؛ التحرير والتنوير: ج ۱ ص ۸۵؛ روح المعاني: ج ۱ ص ۴۷.
4.مباحث في علوم القرآن: ص ۷۱.
5.الإتقان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۱۶۲؛ بحوث في تاريخ القرآن وعلومه: ص ۱۰۳.