اللَّه صلى اللّه عليه و آله ، إذ لم يغادر بيتَه بعد وفاة النبيّ صلى اللّه عليه و آله حتّى جمع القرآن۱. رغم أن جهاز الخلافة لم يعترف بمصحف علي عليه السلام لبعض الأسباب.۲
الرأي الثالث: توقيفية معظم سور القرآن
يرى فريق من الباحثين القرآنيين توقيفية ترتيب معظم سور القرآن، إلّا أنّهم يعتبرون في نفس الوقت ترتيب عدد قليل من السور مثل سورة التوبة، أو تقديم سورتين أو ثلاث سور وتأخيرها، اجتهادياً ومتعلّقاً بما بعد النبيّ صلى اللّه عليه و آله ، ومن جملة هذا الفريق: البيهقي (ت ۴۵۸ق) وابن عطية (ت ۵۲۴ق)۳ وابن حجر (ت ۸۵۲ق)۴ والسيوطي (ت ۹۱۱ق)۵وبعض المعاصرين.۶
ويرى ابن عطية أنّه مع أخذ الأخبار بنظر الاعتبار، فترتيب السبع الطوال والحواميم والمفصّلات - التي تضمّ بأجمعها قسماً كبيراً من القرآن ترتيب توقيفي، ولكنّ ترتيب بعض آخر اجتهادي.۷
وأمّا أبو جعفر بن الزبير فيرى أنّ الروايات تدلّ على أكثر ممّا قاله ابن عطية۸، ويعتبر السيوطي رأي البيهقي الذي يقول بتوفيقية كلّ السور سوى براءة والأنفال موضعاً للثقة؛ استناداً إلى رواية ابن عبّاس.۹
1.راجع: المصاحف: ج ۱ ص ۱۶۹ - ۱۷۰؛ عمدة القاري، ج ۲۰ ص ۱۶؛ التفسير الصافي: ج ۱ ص ۱. راجع: بيّنات: العدد ۲۸، ص ۸۱.
2.راجع: بيّنات: العدد ۲۸؛ ص ۸۱.
3.المحرر الوجيز: ج ۱ ص ۵۰.
4.فتح الباري: ج ۹ ص ۳۹.
5.الإتقان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۱۶۷.
6.راجع: مناهل العرفان: ج ۱ ص ۳۵۱ - ۳۵۲؛ التحرير والتنوير: ج ۱ ص ۸۷؛ تاريخ قرآن: راميار: ص ۲۹۵؛ تاريخ قرآن، حجتي: ص ۹۰ - ۹۳.
7.المحرر الوجيز: ج ۱ ص ۵۰.
8.البرهان في تناسب سور القرآن: ص ۷۴؛ البرهان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۲۵۸.
9.الإتقان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۱۶۷.