معدودين، يحتمل أنّهم كانوا من الحفّاظ الأوائل.۱
الشاهد الثاني: رواية زيد بن ثابت
الدليل الآخر على الجمع الاجتهادي للقرآن: رواية زيد بن ثابت، حيث قال بأنّ النبيّ صلى اللّه عليه و آله فارق الدنيا ولم يكن القرآن قد جمع۲. وهذا يعني أنّ القرآن الحالي هو حصيلة ترتيب الصحابة له ويعود إلى ما بعد النبيّ صلى اللّه عليه و آله .
نقد الشاهد الثاني
هذه الرواية مبتلاة بالرواية المعارضة، وروايات القول الأوّل، والرواية الاُخرى لزيد نفسه التي تخبرنا عن جمع القرآن في عهد رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ، ممّا يفقدنا الثقة بها.۳
كما أنّ محتوى هذه الرواية ليس صريحاً في المدّعى، فمن المحتمل أن يكون المراد أنّ القرآن لم يجمع في عهد النبيّ صلى اللّه عليه و آله بين الدفّتين۴، أو في مصحف واحد ۵، أو لم يتمكّنوا من إعداد قرآن منظّم، أو مُدوّن من حيث السور، مع أنّ رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله أعلم بعض الصحابة بنظم وترتيب خاصّين فيما يتعلّق بالآيات۶ والسور.۷
الشاهد الثالث: استمرار نزول القرآن
قيل: إن نزول القرآن استمر حتّى السنة الأخيرة من حياة النبي صلى اللّه عليه و آله ، وإنّ احتمال نزول الآيات الجديدة كان قائماً في عهده صلى اللّه عليه و آله ؛ ولذلك فإنّ جمعه وتأليفه النهائيّين لم يكن بالإمكان أن يتمّا في عهده صلى اللّه عليه و آله .
1.راجع البداية والنهاية:ج ۵ ص ۳۷۹ -۳۶۹.
2.الأتقان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۱۶۰ «عن زيد بن ثابت قال: قبض النبي صلى اللّه عليه و آله ولم يكن القرآن جمع في شيء».
3.مسند ابن حنبل: ج ۵ ص ۱۸۵؛ المستدرك على الصحيحين: ج ۲ ص ۲۲۹.
4.مقدمتان في علوم القرآن: ص ۳۲.
5.الإتقان في علوم القرآن، ج ۱ ص۱۵۵.
6.التفسير الحديث في علوم القرآن: ج ۶ ص ۱۲۴.
7.تاريخ قرآن، محمد باقر حجتي: ص ۲۲۷ - ۲۲۸.