دوافع الجهاز الحاكم في هذا العمل.۱
۲. استناداً إلى نقل اليعقوبي، فقد أمر أبو بكر بأن يُعرض القرآن على سعيد بن العاص۲، في حين أنّه كان يبلغ من العمر آنذاك نحوالي عشر سنوات۳؛ ولأنّ بعض الروايات تفيد بأنّه حضر في قضية توحيد المصاحف من قبل عثمان۴، فمن المحتمل أن يكون ذكره هنا على أثر الخلط بين القضيتين.
۳. تتنافى هذه الروايات مع إجماع المسلمين على إثبات القرآن عن طريق التواتر، فقد جاء فيها أنّه كان يسجل القرآن بشهادة شخصين. وقد أدّى الالتفات إلى هذا الإشكال لأن يعمد بعضهم إلى تبرير تسجيل القرآن بشهادة شاهدين، وعلى سبيل المثال: فإنّ ابن حجر لم يعتبر المراد من الشاهدين الشخصين العادلين، بل بمعنى الحفظ والكتابة۵. وربّما كان قصد ابن حجر أنّ كلّ آية وعبارة لم تسجّل في المصحف إلّا إذا كانت محفوظةً من قبل حافظي القرآن كلّه، أو بعضه، وكذلك في ما كتبه الأصحاب بأيديهم.
كما توجد أسباب اُخرى مثل: أنّ شهادة شاهدين اُقيمت على أنّ ما كُتب كان في حضور رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ومؤيّداً من قبله۶، أو الشهادة على أنّها كانت أحد وجوه القراءات وأنّ رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله سمعها وأيّدها۷، أو غيرها من الأسباب.۸
۴. اعتبرت هذه الروايات مقتل كثير من حافظي القرآن في حروب اليمامة من دوافع جمع القرآن، إلّا أنّ فهرس شهداء هذه الحرب لم يضمّ سوى أشخاص
1.دراسات قرآنية (تاريخ قرآن): ص ۸۷.
2.تاريخ قرآن، راميار: ص ۳۰۸ - ۳۰۹، ۳۲۳ - ۳۲۹، ۳۳۲.
3.تاريخ اليعقوبي: ج ۲ ص ۱۳۵..
4.الطبقات الكبرى: ج ۵ ص ۳۱؛ الإصابة: ج ۳ ص ۹۰.
5.فتح الباري: ج ۹ ص ۱۶.
6.جمال القرآء: ج ۱ ص ۲۶۱.
7.فتح الباري: ج ۹ ص ۱۲ نقلاً عن السخاوي.
8.راجع: الإتقان في علوم القرآن، ج ۱ ص ۱۵۷؛ تاريخ قرآن، معرفت: ص ۸۹.