177
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

الآيات‏۱، كما أكّد مراراً السور على اجتهادية ترتيب السور.۲

شواهد الرأي الثاني‏

نسب هذا القول إلى الجمهور۳، ولكن قد يكون استناد هذا الرأي إلى بعضهم، ناجماً عن ذكر روايات جمع القرآن بعد النبيّ صلى اللّه عليه و آله وسكوتهم إزاءه، لا التصريح بهذا الرأي. وأهم شواهد هذه المجموعة هي:

الشاهد الأول: جمع القرآن بأمر الخليفة الأول‏

يرى البعض أنّ القرآن كان يُحفظ في عهد النبي صلى اللّه عليه و آله في ذاكرة الأشخاص، وبما أن عدداً كبيراً من حفظة القرآن استُشهدوا خلال حرب اليمامة في عهد أبي بكر، فقد فكّر الخليفة بجمع القرآن على إثر تحذير عمر خشية ضياعه، وأوكل هذه المهمّة إلى زيد بن ثابت مع جماعة هم: سعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد اللَّه بن الزبير، فكتبوا نسخةً من القرآن كانت تحفظ عند أبي بكر في البدء، ثمّ عند عمر من بعده، ثم عند ابنته حفصة.۴

ويروي اليعقوبي أنّ مجموعة مؤلّفة من ۲۵ شخصاً من قريش، وخمسين شخصاً من الأنصار برئاسة زيد تولّت هذه المهمة، وأنّ أبا بكر أمرهم بكتابة القرآن وعرضه على سعيد بن العاص الذي كان رجلاً فصيحاً. وقيل: إنّ هذه المجموعة كانت تجتمع كلّ يوم في المسجد، ويراجعهم الأشخاص الذين يحتفظون بآية أو سورة من القرآن، فيقبلونها منهم بعد تقديم شاهدين‏۵، سوى خزيمة بن ثابت؛ لأنّ النبيّ صلى اللّه عليه و آله عدّ

1.الانتصار للقرآن: ج ۱ ص ۲۹۲ - ۲۹۹.

2.الانتصار للقرآن: ج ۱ ص ۲۷۰ - ۲۸۸ و ۶۰.

3.الإتقان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۱۶۴ - ۱۶۵.

4.صحيح البخاري: ج ۶ ص ۹۸ - ۹۹؛ فضائل القرآن للنسائي : ص ۷۴ - ۷۵؛ كنز العمّال: ج ۲ ص ۵۷۱.

5.تاريخ اليعقوبي: ج ۲ ص ۱۳۵.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
176

عليها۱. ومع كلّ ذلك فإنّ بإمكاننا أن نستنتج من هذه الشواهد اهتمام النبيّ صلى اللّه عليه و آله بتدوين القرآن وترتيبه وحفظ وجوده الكتابي، وأن نقول: نظراً إلى نزول أكثر من ثمانين سورة في مكّة، ونزول معظم السور المدنية قبل السنوات الأخيرة من عمر رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ، فقد رُتّب عدد كبير منها تحت إشرافه، وبقي قليل رتّب من قبل الإمام عليّ عليه السلام والمقرّبين الآخرين، كما يفهم ذلك من وصيته عند وفاته صلى اللّه عليه و آله لعلي عليه السلام ، حيث قال النبيّ صلى اللّه عليه و آله :

يا عليّ، القرآن خلف فراشي في الصحف والحرير والقراطيس، فخذوه واجمعوه ولا تضيّعوه كما ضيّعتِ اليهودُ التوراة.

وقد عمل عليّ عليه السلام بوصيته صلى اللّه عليه و آله .۲

الرأي الثاني: اجتهادية ترتيب سور القرآن‏

يرى بعض الباحثين اجتهادية الترتيب الحالي للقرآن، منهم: مالك (ت ۱۷۹ق)۳ والطبري (ت ۳۱۰ ق)۴ وابن فارس (ت ۳۹۵ ق) ۵ و مكي بن أبي طالب (ت ۴۳۷ ق)۶ وعزّ الدين بن عبد السلام (ت ۶۶۰ ق)۷ و الخطّابي (ت ۳۸۸ ق) ، ومن كبار الشيعة: المحدّث النوري (ت ۱۳۲۰ق)۸ والعلّامة الطباطبائي وآية اللَّه معرفت‏۹ وفريق آخر، ومن بين القدماء أكّد القاضي أبو بكر على توقيفية ترتيب

1.تفسير القمي: ج ۲ ص ۴۵۱.

2.راجع: البرهان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۲۵۷؛ تاريخ قرآن، حجتي ص ۲۲۹.

3.البرهان في علوم القرآن: ج ۱، ص ۲۵۸ - ۲۵۹.

4.كاوشى در تاريخ جمع قرآن: ص ۱۵.

5.راجع: تاريخ قرآن، محمد باقر حجتي، ص ۲۲۹.

6.فصل الخطاب: ص ۴.

7.الميزان في تفسير القرآن: ج ۱۲ ص ۱۲۸ - ۱۲۹ و ۱۲۱.

8.التمهيد: ج ۱ ص ۲۷۳.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27569
صفحه از 616
پرینت  ارسال به