الآيات۱، كما أكّد مراراً السور على اجتهادية ترتيب السور.۲
شواهد الرأي الثاني
نسب هذا القول إلى الجمهور۳، ولكن قد يكون استناد هذا الرأي إلى بعضهم، ناجماً عن ذكر روايات جمع القرآن بعد النبيّ صلى اللّه عليه و آله وسكوتهم إزاءه، لا التصريح بهذا الرأي. وأهم شواهد هذه المجموعة هي:
الشاهد الأول: جمع القرآن بأمر الخليفة الأول
يرى البعض أنّ القرآن كان يُحفظ في عهد النبي صلى اللّه عليه و آله في ذاكرة الأشخاص، وبما أن عدداً كبيراً من حفظة القرآن استُشهدوا خلال حرب اليمامة في عهد أبي بكر، فقد فكّر الخليفة بجمع القرآن على إثر تحذير عمر خشية ضياعه، وأوكل هذه المهمّة إلى زيد بن ثابت مع جماعة هم: سعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد اللَّه بن الزبير، فكتبوا نسخةً من القرآن كانت تحفظ عند أبي بكر في البدء، ثمّ عند عمر من بعده، ثم عند ابنته حفصة.۴
ويروي اليعقوبي أنّ مجموعة مؤلّفة من ۲۵ شخصاً من قريش، وخمسين شخصاً من الأنصار برئاسة زيد تولّت هذه المهمة، وأنّ أبا بكر أمرهم بكتابة القرآن وعرضه على سعيد بن العاص الذي كان رجلاً فصيحاً. وقيل: إنّ هذه المجموعة كانت تجتمع كلّ يوم في المسجد، ويراجعهم الأشخاص الذين يحتفظون بآية أو سورة من القرآن، فيقبلونها منهم بعد تقديم شاهدين۵، سوى خزيمة بن ثابت؛ لأنّ النبيّ صلى اللّه عليه و آله عدّ
1.الانتصار للقرآن: ج ۱ ص ۲۹۲ - ۲۹۹.
2.الانتصار للقرآن: ج ۱ ص ۲۷۰ - ۲۸۸ و ۶۰.
3.الإتقان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۱۶۴ - ۱۶۵.
4.صحيح البخاري: ج ۶ ص ۹۸ - ۹۹؛ فضائل القرآن للنسائي : ص ۷۴ - ۷۵؛ كنز العمّال: ج ۲ ص ۵۷۱.
5.تاريخ اليعقوبي: ج ۲ ص ۱۳۵.