169
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

كما سنتطرّق إلى إجراءات الخلفاء والصحابة في جمع القرآن في نهاية هذا الموضوع، وإلى وضع مجموع السور بين الدفّتين، وتوحيد القراءات والمصاحف آخذين الروايات التاريخية بعين الاعتبار.

وفيما يتعلّق بتاريخ جمع القرآن فلعلّ بإمكاننا أن نعتبر ابن سعد (ت‏۲۳۰ق) أوّل الأشخاص الذين أدرجوا روايات جمع القرآن في باب بعنوان «ذكر من جمع القرآن على عهد رسول اللَّه».۱

وذكر البخاري (ت ۲۵۶ق) في صحيحه هذه الروايات بنحو متفرّق‏۲، وذكر كثيراً منها في باب بعنوان «جمع القرآن»،۳ ونقل الطبري (ت ۳۱۰ ق) في مقدّمة تفسيره روايات جمع القرآن‏۴. ويعتبر الباقلاني (ت‏۴۰۳ق) من أوائل الأشخاص الذين طرحوا مباحث جمع القرآن في كتابه الانتصار للقرآن، وعمد بنحو مفصّل إلى نقد روايات جمع القرآن ودراستها۵.وتناول ابن عطية (ت ۵۴۶ق) في المحرّر الوجيز هذا البحث مفصّلاً ۶، وكذلك الطبرسي (ت ۵۴۸ق) ۷والقرطبي (ت‏۶۷۱ق)۸والنيسابوري (ت ۷۲۸ق)۹ وعدد كبير من المفسّرين في مقدمة تفاسيرهم‏۱۰. كما أنّ الكتب التي اُلّفت تحت عنوان «المصاحف» ذكرت المباحث المتعلّقة بجمع القرآن، مثل كتاب المصاحف للسجستاني (ت ۳۱۶ق)۱۱وكتاب

1.الطبقات الكبرى: ج ۲ ص ۳۵۵.

2.راجع: صحيح البخاري: ج ۵ ص ۲۱۰ - ۲۱۱ و ج ۶ ص ۱۰۳.

3.راجع: صحيح البخاري: ج ۶ ص ۹۸ - ۹۹.

4.تفسير الطبري: ج ۱ ص ۲۲ - ۲۲.

5.راجع: الانتصار للقرآن، ج ۱ ص ۶۰ - ۶۸، ۱۶۴ - ۳۰۰.

6.المحرر الوجيز: ج ۱ ص ۴۹ - ۵۰.

7.مجمع البيان: ج ۱ ص ۴۲ - ۴۳.

8.تفسير القرطبي: ج ۱ ص ۴۹ - ۶۵.

9.غرائب القرآن: ج ۱ ص ۲۷ - ۲۸.

10.راجع: بيان المعاني: ج ۱ ص ۲۸ - ۳۰؛ آلاء الرحمن: ج ۱ ص ۱۷ - ۱۹؛ تفسير الطبري: ج ۱ ص ۲۱ - ۲۲.

11.المصاحف: ص ۱۱ - ۳۵.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
168

وبعبارة أخرى: هل كانت لهاتين السورتين هويّة مستقلة بهذا الشكل نفسه؟

۲. هل كان ترتيب السور بهذا النحو نفسه؟ وبعبارة اُخرى: إذا أخذنا بنظر الاعتبار أنّ الكثير من السور الأخيرة للقرآن الحالي نزلت قبل السور الاُولى، فهل كان ترتيب كتابة السور ووضعها في مواضعها بأمر اللَّه أو النبيّ صلى اللّه عليه و آله ، أم انّها نظّمت بهذا النحو من قبل أشخاص آخرين؟

۳. وكلا السؤالين الأوّل والثاني مطروحان بشأن آيات كلّ سورة أيضاً، أي هل هناك شخص بعينه حدّد بداية كلّ آية ونهايتها؟ وكيف تحدّد وتكتب ما قبل الآيات وما بعدها؟ وهذا السؤال يمكن أن يظلّ مطروحاً بنحو آخر في السور الطوال، وهو: هل كان ترتيب كلّ مجموعة من الآيات المترابطة بأمر ونصّ خاصّين؟

۴. ما سبب توحيد المصاحف في عهد عثمان؟ وما هي المراحل التي اجتازها جمع القرآن في عهد النبيّ صلى اللّه عليه و آله حتّي توحيد المصاحف؟

قبل الإجابة عن الأسئلة المذكوره سنشير إلى الجانب التاريخي لهذا البحث الذي يطرح في الغالب تحت عنوان «جمع القرآن».

الخلفية التاريخية للبحث‏

يستخدم مصطلح «جمع القرآن» في مجال علوم القرآن وتفسيره للإشارة إلى كتابة القرآن الكريم وجمعه، وزمان تبديله إلى شكل المصحف الحالي وكيفيته.

وما من شكّ أبداً من الناحية الروائية والتاريخية في أنّ القرآن كان يُكتب بدقّة من قبل كتّاب الوحي؛ وعليه فأهمّ ما في موضوع جمع القرآن أمران أحدهما: زمان تنظيم الآيات في داخل السور وكيفية تنظيمها، والآخر: ترتيب السور في المصحف بالشكل الحالي، حيث اختار كلّ واحد من الباحثين القرآنيين رأياً استناداً إلى الروايات الكثيرة والقرائن والشواهد التاريخية المتوفّرة.۱

1.مباحث في علوم القرآن: ص ۶۵، مناهل العرفان: ج ۱ ص ۲۴۰.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27813
صفحه از 616
پرینت  ارسال به