وبعبارة أخرى: هل كانت لهاتين السورتين هويّة مستقلة بهذا الشكل نفسه؟
۲. هل كان ترتيب السور بهذا النحو نفسه؟ وبعبارة اُخرى: إذا أخذنا بنظر الاعتبار أنّ الكثير من السور الأخيرة للقرآن الحالي نزلت قبل السور الاُولى، فهل كان ترتيب كتابة السور ووضعها في مواضعها بأمر اللَّه أو النبيّ صلى اللّه عليه و آله ، أم انّها نظّمت بهذا النحو من قبل أشخاص آخرين؟
۳. وكلا السؤالين الأوّل والثاني مطروحان بشأن آيات كلّ سورة أيضاً، أي هل هناك شخص بعينه حدّد بداية كلّ آية ونهايتها؟ وكيف تحدّد وتكتب ما قبل الآيات وما بعدها؟ وهذا السؤال يمكن أن يظلّ مطروحاً بنحو آخر في السور الطوال، وهو: هل كان ترتيب كلّ مجموعة من الآيات المترابطة بأمر ونصّ خاصّين؟
۴. ما سبب توحيد المصاحف في عهد عثمان؟ وما هي المراحل التي اجتازها جمع القرآن في عهد النبيّ صلى اللّه عليه و آله حتّي توحيد المصاحف؟
قبل الإجابة عن الأسئلة المذكوره سنشير إلى الجانب التاريخي لهذا البحث الذي يطرح في الغالب تحت عنوان «جمع القرآن».
الخلفية التاريخية للبحث
يستخدم مصطلح «جمع القرآن» في مجال علوم القرآن وتفسيره للإشارة إلى كتابة القرآن الكريم وجمعه، وزمان تبديله إلى شكل المصحف الحالي وكيفيته.
وما من شكّ أبداً من الناحية الروائية والتاريخية في أنّ القرآن كان يُكتب بدقّة من قبل كتّاب الوحي؛ وعليه فأهمّ ما في موضوع جمع القرآن أمران أحدهما: زمان تنظيم الآيات في داخل السور وكيفية تنظيمها، والآخر: ترتيب السور في المصحف بالشكل الحالي، حيث اختار كلّ واحد من الباحثين القرآنيين رأياً استناداً إلى الروايات الكثيرة والقرائن والشواهد التاريخية المتوفّرة.۱