بحث في جمع القرآن۱
القرآن هو معجزة الإسلام الخالدة، وآخر الأديان الإلهية، ولا يمكن مقارنة اهتمام النبيّ صلى اللّه عليه و آله والاُمّة الإسلامية بضبطه وحفظه مع العملية ذاتها بالنسبة لكتب الأديان الاُخرى، فالقرآن كتب منذ أيّام نزوله الاُولى بأمر النبيّ صلى اللّه عليه و آله فضلاً عن قراءته وحفظه أحياناً، وكان يُسجّل باعتباره وثيقة رسمية، فممّا لا شكّ فيه - من وجهة نظر الباحثين القرآنيين، والنهج البشري العامّ القائل بحفظ التراث الثقافي والديني - أنّ يقدم شخص مثل رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله بعقله ودرايته التي وهبها اللَّه له على تدوين وترتيب الآيات التي ترسم منهج حياته وحياة اُمّته والمبادرة بشكل أفضل من أيّ شخص آخر إلى الترتيب والتصنيف المناسبين لها، وكلّ ذلك على فرض أن لا يكون قد بلغه من اللَّه الأمر بترتيب الآيات وتصنيفها، وإلا فمن الواضح أنّ النبيّ صلى اللّه عليه و آله كان ليتصرف كذلك في تلك الحالة، ولوجد ترتيب توقيفي للقرآن على ما يصطلح عليه.
مواضيع البحث والدراسة
أهمّ ما يجب أن يدرس في هذا المجال هي في القضايا التالية:
۱. كلّ سورة من السور الحالية التي تبدأ ببسملة وتستمرّ حتى «بسملة» السورة التالية، هل كانت على هذه الشاكلة في عهد النبيّ صلى اللّه عليه و آله أيضاً؟ وعلى سبيل المثال: هل كانت سورة الفيل وسورة قريش منفصلتين عن بعضهما في عهد النبيّ صلى اللّه عليه و آله أيضاً؟