167
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

بحث في جمع القرآن‏۱

القرآن هو معجزة الإسلام الخالدة، وآخر الأديان الإلهية، ولا يمكن مقارنة اهتمام النبيّ صلى اللّه عليه و آله والاُمّة الإسلامية بضبطه وحفظه مع العملية ذاتها بالنسبة لكتب الأديان الاُخرى، فالقرآن كتب منذ أيّام نزوله الاُولى بأمر النبيّ صلى اللّه عليه و آله فضلاً عن قراءته وحفظه أحياناً، وكان يُسجّل باعتباره وثيقة رسمية، فممّا لا شكّ فيه - من وجهة نظر الباحثين القرآنيين، والنهج البشري العامّ القائل بحفظ التراث الثقافي والديني - أنّ يقدم شخص مثل رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله بعقله ودرايته التي وهبها اللَّه له على تدوين وترتيب الآيات التي ترسم منهج حياته وحياة اُمّته والمبادرة بشكل أفضل من أيّ شخص آخر إلى الترتيب والتصنيف المناسبين لها، وكلّ ذلك على فرض أن لا يكون قد بلغه من اللَّه الأمر بترتيب الآيات وتصنيفها، وإلا فمن الواضح أنّ النبيّ صلى اللّه عليه و آله كان ليتصرف كذلك في تلك الحالة، ولوجد ترتيب توقيفي للقرآن على ما يصطلح عليه.

مواضيع البحث والدراسة

أهمّ ما يجب أن يدرس في هذا المجال هي في القضايا التالية:

۱. كلّ سورة من السور الحالية التي تبدأ ببسملة وتستمرّ حتى «بسملة» السورة التالية، هل كانت على هذه الشاكلة في عهد النبيّ صلى اللّه عليه و آله أيضاً؟ وعلى سبيل المثال: هل كانت سورة الفيل وسورة قريش منفصلتين عن بعضهما في عهد النبيّ صلى اللّه عليه و آله أيضاً؟

1.كتب هذا البحث بنحو أوّلي الفاضل الكريم السيد عبد الرسول حسيني زاده.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
166

فَلَمّا جَمَعَهُ كُلَّهُ وكَتَبَهُ بِيَدِهِ عَلى‏ تَنزيلِهِ وتَأويلِهِ ، وَالنّاسِخَ مِنهُ وَالمَنسوخَ ، بَعَثَ إلَيهِ أبوبَكرٍ أنِ اخرُج فَبايِع ، فَبَعَثَ إلَيهِ عَلِيٌّ عليه السلام : إنّي لَمَشغولٌ وقَد آلَيتُ عَلى‏ نَفسي يَميناً ألّا أرتَدِيَ رِداءً إلّا لِلصَّلاةِ حَتّى‏ اُؤَلِّفَ القُرآنَ وأجمَعَهُ.
فَسَكَتوا عَنهُ أيّاماً فَجَمَعَهُ في ثَوبٍ واحِدٍ وخَتَمَهُ ، ثُمَّ خَرَجَ إلَى النّاسِ وهُم مُجتَمِعونَ مَعَ أبي بَكرٍ في مَسجِدِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ، فَنادى‏ عَلِيٌّ عليه السلام بِأَعلى‏ صَوتِهِ : يا أيُّهَا النّاسُ إنّي لَم أزَل مُنذُ قُبِضَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله مَشغولاً بِغُسلِهِ ، ثُمَّ بِالقُرآنِ حَتّى‏ جَمَعتُهُ كُلَّهُ في هذَا الثَّوبِ الواحِدِ ، فَلَم يُنزِلِ اللَّهُ تَعالى‏ عَلى‏ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله آيَةً إلّا وقَد جَمَعتُها ، ولَيسَت مِنهُ آيَةٌ إلّا وقَد جَمَعتُها ، ولَيسَت مِنهُ آيَةٌ إلّا وقَد أقرَأَنيها رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله وعَلَّمَني تَأويلَها ، ثُمَّ قالَ لَهُم عَلِيٌّ عليه السلام : لِئَلّا تَقولوا غَداً : « إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَفِلِينَ »۱، ثُمَّ قالَ لَهُم عَلِيٌّ عليه السلام : لِئَلّا تَقولوا يَومَ القِيامَةِ إنّي لَم أدعُكُم إلى‏ نُصرَتي ولَم اُذَكِّركُم حَقّي ، ولَم أدعُكُم إلى‏ كِتابِ اللَّهِ مِن فاتِحَتِهِ إلى‏ خاتِمَتِهِ.
فَقالَ عُمَرُ : ما أغنانا ما مَعَنا مِنَ القُرآنِ عَمّا تَدعونا إلَيهِ . ثُمَّ دَخَلَ عَلِيٌّ عليه السلام بَيتَهُ.۲

۲۳۶. التسهيل لعلوم التنزيل عن الكلبي : لَمّا تُوُفِّيَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله قَعَدَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام في بَيتِهِ فَجَمَعَهُ عَلى‏ تَرتيبِ نُزو لِهِ ، ولَو وُجِدَ مُصحَفُهُ لَكانَ فيهِ عِلمٌ كَبيرٌ۳.۴

1.الأعراف : ۱۷۲.

2.كتاب سليم بن قيس : ج ۲ ص ۵۸۱ ح ۴ ، الاحتجاج : ج ۱ ص ۲۰۷ ح ۳۸ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۹۲ ص ۴۰ ح ۱.

3.التسهيل لعلوم التنزيل : ج ۱ ص ۶ .

4.ليس المقصود من العلم الكبير هنا هو أنّ المصحف الذي كان عند أمير المؤمنين يختلف عن المصحف الذي بأيدينا ، بل المقصود منه هو التعرّف على ترتيب نزول القرآن وتفسيره وتأويله .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27333
صفحه از 616
پرینت  ارسال به