165
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

يَتَشاغَلَ بِجَمعِهِ بَعدَ وَفاتِهِ صلى اللّه عليه و آله .۱

۳ / ۴

ما كتب الإمام عليّ من القرآن وتفسيره‏

۲۳۴. الإمام عليّ عليه السلام : ما نَزَلَت عَلى‏ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله آيَةٌ مِنَ القُرآنِ إلّا أقرَأَنيها وأملاها عَلَيَّ ، فَكَتَبتُها بِخَطّي وعَلَّمَني تَأويلَها وتَفسيرَها ، وناسِخَها ومَنسوخَها ، ومُحكَمَها ومُتَشابِهَها ، وخاصَّها وعامَّها ، ودَعَا اللَّهَ أن يُعطِيَني فَهمَها ، وحِفظَها ، فَما نَسيتُ آيَةً مِن كِتابِ اللَّهِ ولا عِلماً أملاهُ عَلَيَّ وكَتَبتُهُ ، مُنذُ دَعَا اللَّهَ لي بِما دَعا.
وما تَرَكَ شَيئاً عَلَّمَهُ اللَّهُ مِن حَلالٍ ولا حَرامٍ ، ولا أمرٍ و لا نَهيٍ - كانَ أو يَكونُ - ولا كِتابٍ مُنزَلٍ عَلى‏ أحَدٍ قَبلَهُ مِن طاعَةٍ أو مَعصِيَةٍ ، إلّا عَلَّمَنيهِ وحَفِظتُهُ ، فَلَم أنسَ حَرفاً واحِداً ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلى‏ صَدري ودَعَا اللَّهَ لي أن يَملَأَ قَلبي عِلماً وفَهماً وحُكماً ونوراً.
فَقُلتُ : يا نَبِيَّ اللَّهِ ، بِأَبي أنتَ واُمّي مُنذُ دَعَوتَ اللَّهَ لي بِما دَعَوتَ لَم أنسَ شَيئاً ، ولَم يَفُتني شَي‏ءٌ لَم أكتُبهُ ، أفَتَتَخَوَّفُ عَلَيَّ النِّسيانَ فيما بَعدُ؟
فَقالَ : لا لَستُ أتَخَوَّفُ عَلَيكَ النِّسيانَ وَالجَهلَ.۲

۲۳۵. كتاب سليم بن قيس عن سلمان - في شَأنِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام - : فَلَمّا رَأى‏ غَدرَهُم وقِلَّةَ وَفائِهِم لَهُ ، لَزِمَ بَيتَهُ وأقبَلَ عَلَى القُرآنِ يُؤَلِّفُهُ ويَجمَعُهُ ، فَلَم يَخرُج مِن بَيتِهِ حَتّى‏ جَمَعَهُ وكانَ فِي الصُّحُفِ وَالشِّظاظِ۳وَالأَسيارِ۴وَالرِّقاعِ.

1.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۱ ص ۲۷؛ بحار الأنوار : ج ۴۱ ص ۱۴۹ .

2.الكافي : ج ۱ ص ۶۴ ح ۱ ، الخصال : ص ۲۵۷ ح ۱۳۱ ، تفسير العيّاشي : ج ۱ ص ۱۴ ح ۲ وص ۲۵۳ ح ۱۷۷ كلاهما نحوه وكلّها عن سليم بن قيس الهلالي ، بحار الأنوار : ج ۲ ص ۲۳۰ ح ۱۳ وراجع: شواهد التنزيل : ج ۱ ص ۴۸ ح ۴۱ و الطبقات الكبرى : ج ۲ ص ۳۳۸ ، تاريخ دمشق : ج ۴۲ ص ۳۹۹ .

3.الشِّظاظ : خشبة عقفاء محدّدة الطرف ( تاج العروس : ج ۱۰ ص ۴۷۲ « شظظ » ) .

4.السَّيْرُ : ما يُقدُّ من الجلد ( لسان العرب : ج ۴ ص ۳۹۰ « سير » ) .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
164

أن تَنالَ إلّا وُجودَهُ ... .۱

۲۳۱. الأوائل عن الحسين بن زيد عن الإمام الصادق عليه السلام عن أبيه عن جدّه عليهم السلام : لَمّا قُبِضَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله تَشاغَلَ عَلِيٌّ عليه السلام بِدَفنِهِ ، فَبايَعَ النّاسُ أبا بَكرٍ ، فَجَلَسَ عَلِيٌّ عليه السلام يجمع القُرآنَ ، وكَتَبَهُ فِي الخزفِ وأكتافِ الإِبِلِ وفِي الرَّقِ‏۲ ... .۳

۲۳۲. الإتقان في علوم القرآن عن محمّد بن سيرين عن عكرمة : لَمّا كانَ بَعدَ بَيعَةِ أبي بَكرٍ قَعَدَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ في بَيتِهِ ، فَقيلَ لِأبي بَكرٍ : قَد كَرِهَ بَيعَتَكَ ! فَأَرسَلَ إلَيهِ ... .
قالَ : رَأَيتُ كِتابَ اللَّهِ يُزادُ فيهِ ، فَحَدَّثتُ نَفسي ألّا ألبَسَ رِدائي إلّا لِصَلاةٍ حَتّى‏ أجمَعَهُ ... .
وأخرَجَهُ ابنُ أشتَهَ فِي المَصاحِفِ مِن وَجهٍ آخَرَ عَنِ ابنِ سيرينَ ، وفيهِ : أ نَّهُ كَتَبَ في مُصحَفِهِ النّاسِخَ وَالمَنسوخَ ، وأنَّ ابنَ سيرينَ قالَ : فَطَلَبتُ ذلِكَ الكِتابَ وكَتَبتُ فيهِ إلَى المَدينَةِ فَلَم أقدِر عَلَيهِ‏۴.

۲۳۳. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : اِتَّفَقَ الكُلُّ عَلى‏ أنَّهُ [الإِمامَ عَلِيّاً عليه السلام ] كانَ يَحفَظُ القُرآنَ عَلى‏ عَهدِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ، ولَم يَكُن غَيرُهُ يَحفَظُهُ ، ثُمَّ هُوَ أوَّلُ مَن جَمَعَهُ.
نَقَلوا كُلُّهُم أنَّهُ تَأَخَّرَ عَن بَيعَةِ أبي بَكرٍ ، فَأَهلُ الحَديثِ لايَقولونَ ما تَقولُهُ الشّيعَةُ مِن أنَّهُ تَأَخَّرَ مُخالَفَةً لِلبَيعَةِ؛ بَل يَقولونَ : تَشاغَلَ بِجَمعِ القُرآنِ؛ فَهذا يَدُلُّ عَلى‏ أنَّهُ أوّلُ مَن جَمَعَ القُرآنَ؛ لِأَ نَّهُ لَو كانَ مَجموعاً في حَياةِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله لَمَا احتاجَ إلى‏ أن

1.الكافي : ج ۸ ص ۱۸ ح ۴ عن جابربن يزيد ، التوحيد : ص ۷۳ ح ۲۷ ، الأمالي للصدوق : ص ۳۹۸ ح ۵۱۵ كلاهما عن جابر بن يزيد الجعفي عن الإمام الباقر عن أبيه عن جدّه عن الإمام عليّ عليهم السلام نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۲۲۱ ح ۱.

2.الرَّقُّ : الجِلد الرقيق الّذي يكتب به (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۷۲۴ « رقق» ) .

3.الأوائل لأبي هلال العسكري : ص ۹۹ وراجع: تفسير العيّاشي : ج ۲ ص ۶۶ ح ۷۶ وبحار الأنوار : ج ۲۸ ص ۲۲۷ ح ۱۴ .

4.الإتقان في علوم القرآن : ج ۱ ص ۱۱۷ ، المصنّف لابن أبي شيبة : ج ۷ ص ۱۹۷ ح ۲ عن محمّد ، المصاحف لابن أبي داوود : ص ۱۶ كلاهما نحوه ، كنز العمّال : ج ۱۳ ص ۱۲۷ ح ۳۶۴۰۳ .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27916
صفحه از 616
پرینت  ارسال به