161
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

خلافته على رسالة معاوية التي اعتبر فيها نفسه كاتباً للوحي‏۱، ويبدو أنّه عدّ نفسه من كتّاب الوحي في عهد إمارته بالشام. ويفيد أحد الأقوال بأنّ من جملة شروط أبي سفيان أو التماساته من النبيّ صلى اللّه عليه و آله : أن يختار معاوية كاتباً له‏۲. ورفض أبو ريّة بصراحة كون معاوية كاتباً للوحي، واعتبر ذلك مستحيلاً، وأشار إلى دسائس بني اُميّة.۳

كما أنّ خالد بن الوليد وعمرو بن العاص اللذين ذكرهما بعض المؤرّخين في عداد كتّاب الوحي كانا أسلما في السنة السابعة من الهجرة قبل ستة أشهر من فتح مكّة۴، أو بعد الحديبية وقبل خيبر.۵

ولم يكن الحصين بن نمير والمغيرة بن شعبة - الذي أسلم في السنة السادسة - وزاول الكتابة بين الحين والآخر۶ - كاتبين للنبي صلى اللّه عليه و آله إلّا في الاُمور الشخصية، فمارسا كتابة معاملات النبيّ صلى اللّه عليه و آله وقروضه، وتولّيا الكتابة في غياب معاوية وخالد.۷

1.أنساب الأشراف: ج ۵ ص ۱۱۱؛ الفتوح: ص ۴۷۸ - ۴۷۹.

2.تاريخ دمشق: ج ۲۳ ص ۴۵۶.

3.شيخ المضيرة: ص ۲۰۵.

4.المغازي: ج ۲ ص ۶۶۱: أسد الغابة: ج ۲ ص ۹۳؛ الإصابة: ج ۲ ص ۲۱۵.

5.تاريخ خليفة: ص ۵۲.

6.الكامل في التاريخ: ج ۲ ص ۲۳۰.

7.العقد الفريد: ج ۴ ص ۱۵۲.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
160

اللَّه صلى اللّه عليه و آله يعلّمه بعد كتابة الآيات المنزلة تفسيرها وتأويلها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها.۱

وصرّح ابن أبي الحديد بأن كتّاب الوحي هم : عليّ عليه السلام وزيد بن الأرقم وحنظلة بن ربيع، وقال: إنّ معاوية كان يكتب (بعد إسلامه في السنة الثامنة من الهجرة) رسائل النبيّ صلى اللّه عليه و آله إلى زعماء القبائل، وما يحتاجه الناس من كتابات، وفهرس الأموال والصدقات.۲

واستناداً إلى ما ذكره أحد الباحثين القرآنيّين، فإنّ شخصين من كتّاب النبيّ صلى اللّه عليه و آله لا زماه أكثر من الآخرين وتولّيا مهمّة كتابة القرآن، هما: عليّ بن أبي طالب عليه السلام وزيد بن ثابت‏۳. كما قال جرجي زيدان:

وفي عهد رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله كان كلّ من عليّ بن أبي طالب ، عبداللَّه بن مسعود ، أبو الدرداء، معاذ بن جبل، زيد بن ثابت وأبيّ بن كعب يعتنون بتدوين القرآن أكثر من غيرهم.۴

وصرّح ابن عبد ربّه بأنّ عليّاً عليه السلام وعثمان كانا كاتبيَ الوحي، وتولّى اُبيّ بن كعب الكتابة في غيابهما۵. ونقل عن الإمام علي عليه السلام الكثير من الروايات في كتابة الوحي وإشرافه عليه السلام على هذا الكتاب المقدّس‏۶. في حين أنّ بعض المورّخين ذكر معاوية باعتباره كاتباً للوحي، بل ذكروه بدلاً من عليّ عليه السلام ، مع أنّ معاوية كان يكتب بعض رسائل رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله خلال بضعة أشهر فقط، بل إنّ النبيّ صلى اللّه عليه و آله دعا عليه بقوله: «لا أَشبَعَ اللَّهُ بَطنَه» بسبب تباطئه عن الكتابة۷. وقد أجاب الإمام عليّ عليه السلام في عهد

1.تفسير العياشي: ج ۱ ص ۲۵۳؛ كمال الدين: ص ۲۸۴ - ۲۸۵.

2.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج ۱ ص ۳۳۸.

3.تاريخ قرآن، حجتي: ص ۲۰۳ - ۲۰۴.

4.تاريخ آداب اللغة العربية: ج ۱ ص ۲۲۵.

5.العقد الفريد: ج ۴ ص ۱۵۲.

6.مكاتيب الرسول: ج ۱ ص ۱۲۳ - ۱۲۴.

7.أنساب الأشراف: ج ۱ ص ۵۳۲، تاريخ الطبري: ج ۸ ص ۱۸۱؛ إمتاع الأسماع: ج ۱۰ ص ۱۸۵.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27678
صفحه از 616
پرینت  ارسال به