اللَّه صلى اللّه عليه و آله يعلّمه بعد كتابة الآيات المنزلة تفسيرها وتأويلها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها.۱
وصرّح ابن أبي الحديد بأن كتّاب الوحي هم : عليّ عليه السلام وزيد بن الأرقم وحنظلة بن ربيع، وقال: إنّ معاوية كان يكتب (بعد إسلامه في السنة الثامنة من الهجرة) رسائل النبيّ صلى اللّه عليه و آله إلى زعماء القبائل، وما يحتاجه الناس من كتابات، وفهرس الأموال والصدقات.۲
واستناداً إلى ما ذكره أحد الباحثين القرآنيّين، فإنّ شخصين من كتّاب النبيّ صلى اللّه عليه و آله لا زماه أكثر من الآخرين وتولّيا مهمّة كتابة القرآن، هما: عليّ بن أبي طالب عليه السلام وزيد بن ثابت۳. كما قال جرجي زيدان:
وفي عهد رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله كان كلّ من عليّ بن أبي طالب ، عبداللَّه بن مسعود ، أبو الدرداء، معاذ بن جبل، زيد بن ثابت وأبيّ بن كعب يعتنون بتدوين القرآن أكثر من غيرهم.۴
وصرّح ابن عبد ربّه بأنّ عليّاً عليه السلام وعثمان كانا كاتبيَ الوحي، وتولّى اُبيّ بن كعب الكتابة في غيابهما۵. ونقل عن الإمام علي عليه السلام الكثير من الروايات في كتابة الوحي وإشرافه عليه السلام على هذا الكتاب المقدّس۶. في حين أنّ بعض المورّخين ذكر معاوية باعتباره كاتباً للوحي، بل ذكروه بدلاً من عليّ عليه السلام ، مع أنّ معاوية كان يكتب بعض رسائل رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله خلال بضعة أشهر فقط، بل إنّ النبيّ صلى اللّه عليه و آله دعا عليه بقوله: «لا أَشبَعَ اللَّهُ بَطنَه» بسبب تباطئه عن الكتابة۷. وقد أجاب الإمام عليّ عليه السلام في عهد
1.تفسير العياشي: ج ۱ ص ۲۵۳؛ كمال الدين: ص ۲۸۴ - ۲۸۵.
2.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج ۱ ص ۳۳۸.
3.تاريخ قرآن، حجتي: ص ۲۰۳ - ۲۰۴.
4.تاريخ آداب اللغة العربية: ج ۱ ص ۲۲۵.
5.العقد الفريد: ج ۴ ص ۱۵۲.
6.مكاتيب الرسول: ج ۱ ص ۱۲۳ - ۱۲۴.
7.أنساب الأشراف: ج ۱ ص ۵۳۲، تاريخ الطبري: ج ۸ ص ۱۸۱؛ إمتاع الأسماع: ج ۱۰ ص ۱۸۵.