159
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

نعم كان عمله كتابة الرسائل في الغالب لاكتابة الوحي‏۱. و بالتدريج اكتسب زيد شهرة أكبر حتى من أبي بن كعب في عهد الخلفاء؛ لأنّ ابن كعب لم يبايع أبا بكر۲، وأمّا زيد فكان من المقرّبين إلى جهاز الخلافة.۳

ومن جملة الأشخاص الذين ذُكروا في كتّاب الوحي: عبد اللَّه بن رواحة (ت ۸ق) وثابت بن قيس وحنظلة بن ربيع الأسدي وحذيفة بن اليمان وعلاء بن عقبة ومحمد بن سلمة وعبداللَّه بن زيد وجهيم بن الصلت وحنظلة بن عامر وعبداللَّه بن عبداللَّه بن أبيّ وأبو زيد بن قيس بن السكن وعقبة بن عامر ومعاذ بن جبل والمغيرة بن شعبة وأبان بن سعيد بن العاص ومعاوية وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعبداللَّه بن الأرقم وحويطب بن عبدالعزى وأبو أيوب الأنصاري‏۴. ويقال: إنّ أبا أيّوب كان كاتب رسالة إلى رهط بني عذرة ولم يصرَّح بكتابته للوحي.

وقال بعض المؤرّخين: إنّ الإمام عليّاً عليه السلام وزيد بن ثابت‏۵ وأبيّ بن كعب وعثمان كانوا الكتّاب الرئيسين للنبيّ صلى اللّه عليه و آله وأكثر الأشخاص ملازمة له في المدينة؛ وعليه يجب اعتبارهم الكتّاب الرسميين للوحي، فيما يأتي الباقون في المرتبة الثانية، ولم يتولّوا الكتابة إلّا في غيابهم.۶

ويعتبر الإمام عليّ عليه السلام أوّل مَن كتب الوحيّ منذ بدايته حتّى نهايته، وذكره ابن النديم باعتباره أوّل «جمّاع للقرآن»۷. وكلّما نزل الوحي ولم يكن علي عليه السلام حاضراً، كان النبيّ صلى اللّه عليه و آله يُملي الوحيَ بعد ذلك بانفراد على عليّ عليه السلام كي يكتبه‏۸. وكان رسول

1.الاستيعاب، ج ۲ ص ۸۶۵.

2.تاريخ اليعقوبي: ج ۲ ص ۱۲۴ - ۱۵۴.

3.الصحيح من سيرة النبي الأعظم: ج ۵ ص ۲۱۰، تاريخ اليعقوبي: ج ۲ ص ۱۵۴.

4.سبل الهدى: ج ۱۱ ص ۳۸۱ و ج ۱ ص ۵۸.

5.إمتاع الأسماع: ج ۹ ص ۳۳۴.

6.الفهرست: ص ۳۰.

7.مكاتيب الرسول: ج ۱ ص ۱۲۳؛ تفسير الحبري: ص ۱۵۸ و ۵۷۶؛ شواهد التنزيل ج ۱ ص ۴۸.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
158

المدينة أو جاؤوها بعد فتح مكّة فعُدّوا من كتّاب الوحي.

ويُعدّ أبو المنذر اُبيّ بن كعب (ت ۳۵ق) - الذي كان يعرف الكتابة في الجاهلية۱ - أول مدني سخّر نفسه لخدمة كتابة القرآن‏۲، ولقب ب«سيّد القرّاء»۳. وقد نُقلت عنه روايات في ثواب تلاوة بعض سور القرآن‏۴، واعتبره ابن سعد أعلم شخص في قراءة القرآن‏۵، و ذكر أنّه من جملة الأشخاص الذين عمدوا إلى جمع القرآن في عهد رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ۶، وجاءت التوصية في بعض المصادر بتعلّم القرآن من أربعة أشخاص من جملتهم اُبيّ بن كعب‏۷، وفي رواية عن الإمام الصادق عليه السلام أنّ أهل البيت عليهم السلام كانوا يتلون القرآن على أساس قراءة أبيّ، ۸ويقال: إنّ النبيّ صلى اللّه عليه و آله أملى القرآن على اُبيّ بنحو كامل؛ ولذلك اُوكلت إليه في عهد عثمان مهمّة رئاسة المجموعة التي تولّت توحيد المصاحف، وكانت الاختلافات تُحلّ حسب رأيه.۹

بعد اُبيّ بن كعب‏۱۰، التحق زيدُ بن ثابت - الذي تعلّم الكتابة من أسرى بدر - بجمع الكتّاب‏۱۱. ولم يكن تجاوز الحادية عشرة عند هجرة رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله إلى المدينة۱۲. وكانت مجاورته للنبيّ صلى اللّه عليه و آله قد أدّت إلى‏أن ينشغل بالكتابة في غياب اُبيّ‏۱۳.

1.الطبقات الكبرى: ج ۳ ص ۴۹۸.

2.تاريخ دمشق: ج ۴ ص ۳۲۴.

3.الإصابة: ج ۱ ص ۱۸۱؛ تاريخ دمشق: ج ۷ ص ۳۰۸؛ سير أعلام النبلاء: ج ۱ ص ۳۹۰.

4.مجمع البيان: ج ۳ ص ۵.

5.الطبقات الكبرى: ج ۳ ص ۵۰۰.

6.الطبقات الكبرى، ج ۲ ص ۳۵۵؛ الفهرست: ص ۳۰.

7.سير أعلام النبلاء، ج ۱ ص ۳۹۱.

8.الكافي: ج ۲ ص ۶۳۴.

9.المصاحف للسجستاني: ص ۳۰؛ التمهيد في علوم القرآن: ج ۱ ص ۳۴۸.

10.تاريخ دمشق: ج ۴ ص ۳۲۴.

11.الطبقات الكبرى: ج ۲ ص ۲۲.

12.الاستيعاب، ج ۲ ص ۵۳۷.

13.الاستيعاب، ج ۲ ص ۵۳۸.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27743
صفحه از 616
پرینت  ارسال به