نعم كان عمله كتابة الرسائل في الغالب لاكتابة الوحي۱. و بالتدريج اكتسب زيد شهرة أكبر حتى من أبي بن كعب في عهد الخلفاء؛ لأنّ ابن كعب لم يبايع أبا بكر۲، وأمّا زيد فكان من المقرّبين إلى جهاز الخلافة.۳
ومن جملة الأشخاص الذين ذُكروا في كتّاب الوحي: عبد اللَّه بن رواحة (ت ۸ق) وثابت بن قيس وحنظلة بن ربيع الأسدي وحذيفة بن اليمان وعلاء بن عقبة ومحمد بن سلمة وعبداللَّه بن زيد وجهيم بن الصلت وحنظلة بن عامر وعبداللَّه بن عبداللَّه بن أبيّ وأبو زيد بن قيس بن السكن وعقبة بن عامر ومعاذ بن جبل والمغيرة بن شعبة وأبان بن سعيد بن العاص ومعاوية وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعبداللَّه بن الأرقم وحويطب بن عبدالعزى وأبو أيوب الأنصاري۴. ويقال: إنّ أبا أيّوب كان كاتب رسالة إلى رهط بني عذرة ولم يصرَّح بكتابته للوحي.
وقال بعض المؤرّخين: إنّ الإمام عليّاً عليه السلام وزيد بن ثابت۵ وأبيّ بن كعب وعثمان كانوا الكتّاب الرئيسين للنبيّ صلى اللّه عليه و آله وأكثر الأشخاص ملازمة له في المدينة؛ وعليه يجب اعتبارهم الكتّاب الرسميين للوحي، فيما يأتي الباقون في المرتبة الثانية، ولم يتولّوا الكتابة إلّا في غيابهم.۶
ويعتبر الإمام عليّ عليه السلام أوّل مَن كتب الوحيّ منذ بدايته حتّى نهايته، وذكره ابن النديم باعتباره أوّل «جمّاع للقرآن»۷. وكلّما نزل الوحي ولم يكن علي عليه السلام حاضراً، كان النبيّ صلى اللّه عليه و آله يُملي الوحيَ بعد ذلك بانفراد على عليّ عليه السلام كي يكتبه۸. وكان رسول
1.الاستيعاب، ج ۲ ص ۸۶۵.
2.تاريخ اليعقوبي: ج ۲ ص ۱۲۴ - ۱۵۴.
3.الصحيح من سيرة النبي الأعظم: ج ۵ ص ۲۱۰، تاريخ اليعقوبي: ج ۲ ص ۱۵۴.
4.سبل الهدى: ج ۱۱ ص ۳۸۱ و ج ۱ ص ۵۸.
5.إمتاع الأسماع: ج ۹ ص ۳۳۴.
6.الفهرست: ص ۳۰.
7.مكاتيب الرسول: ج ۱ ص ۱۲۳؛ تفسير الحبري: ص ۱۵۸ و ۵۷۶؛ شواهد التنزيل ج ۱ ص ۴۸.