157
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

ويرى بعض الباحثين أنّ ابن أبي سرح أوّل كاتب للوحي في مكّة۱، في حين أنّه أسلم بعد هجرة النبيّ صلى اللّه عليه و آله إلى المدينة بسنين، أو قبل فتح مكّة (السنة الثامنة) حسب إحدى الروايات‏۲. وكان يستخدم الكلمات البديلة۳ أحياناً خلال كتابته. وقيل: إنّ قسماً من الآية ۹۳ من سورة الأنعام نزلت في ذمّه،۴ ثمّ ارتد وكان في فتح مكّة من الأشخاص الذين أمر رسولُ اللَّه صلى اللّه عليه و آله بهدر دمهم، ولكنّه نجا من الموت بشفاعة عثمان أخيه في الرضاعة. ۵

كما كان معيقب بن أبي فاطمة السدوسي يكتب قائمة غنائم النبيّ صلى اللّه عليه و آله .۶

وفيما يتعلّق بحنظلة بن ربيع الشهير بحنظلة الكاتب‏۷، فقد كان يستدعى للكتابة كلّما افتقدوا الكتّاب‏۸. وقيل: أنّه قام بالكتابة مرّة واحدة فقط في حضور رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله فاكتسب هذه الشهرة۹. وعلى أيّ حال فإنّ معظم الكتابة التي قيلت عنه تتعلّق بالرسائل التي كتبها بعد وفاة النبيّ صلى اللّه عليه و آله وفي عهد الخلفاء.۱۰

كتابة الوحي في المدينة

ازداد عدد كتّاب الوحي وانضمّ بعض الأنصار إليهم بعد هجرة رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله إلى يثرب. وهاجر بعض الأشخاص من قريش في السنوات التي تلت الهجرة إلى

1.الاستيعاب: ج ۱ ص ۶۸؛ أضواء على السنّة المحمّدية، ص ۲۴۶.

2.أسد الغابة: ج ۱ ص ۶۱۷.

3.المغازي: ج ۱ ص ۷۴؛ الاستيعاب: ج ۱ ص ۶۸، تاريخ اليعقوبي، ج ۲ ص ۵۹.

4.أسباب النزول للواحدي: ص ۱۴۸؛ الدرّ المنثور: ج ۳ ص ۳۰؛ التبيان في تفسير القرآن: ج ۴ ص ۲۰۲.

5.الطبقات الكبرى: ج ۲ ص ۱۴۱؛ المغازي: ج ۲ ص ۸۵۵، الاستيعاب: ج ۱ ص ۲۳.

6.العقد الفريد: ج ۴ ص ۱۵۱.

7.الاستيعاب: ج ۱ ص ۳۷۹.

8.التنبية والإشراف: ص ۲۴۶.

9.فتوح البلدان: ج ۳ ص ۵۸۲.

10.مكاتيب الرسول: ج ۱ ص ۱۳۸.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
156

مجموع ۶۲۳۶ آية نزل في المدينة المنورة، ومع ذلك ذكرت معلومات قليلة للغاية في المصادر عن كتابة القرآن في مكّة، جاء فيها أنّ كتّاب الوحي في هذه المدينة هم: عليّ عليه السلام وأبو بكر وعمر وعثمان والارقم بن أبي الأرقم المخزومي وجهم بن قيس والحاطب بن أبي بلتعة والحاطب بن عمرو وخالد بن سعيد بن العاص والزبير بن العوّام وسالم مولى أبي حذيفة وسعد بن أبي وقّاص وشرحبيل بن حسنة (ت ۱۸ق) وطلحة بن عبيد اللَّه وعامر بن فهيرة وعبد اللَّه بن جحش الأسدي (ت ۳ق) وعبداللَّه بن سعد بن أبي سرح والعلاء بن الحضرمي ومصعب بن عمير ومعيقب بن أبي فاطمة السدوسي.

في حين أن قسماً من هؤلاء الأشخاص كانوا حسب بعض الروايات اُمّيين في العهد المكّي‏۱. وقيل: إنّ الرسالة التي كتبها أبو بكر بأمر رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله خلال الهجرة إلى سراقة بن مالك المدلجي‏۲، لم تكن بخطّه، بل كانت بخطّ غلامه عامر بن فهيرة۳. كما شكّك بعض الباحثين في كون عمر كاتباً، وأثبتوا بالشواهد والقرائن أنّه لم يكن يعرف القراءة والكتابة آنذاك‏۴. إضافة إلى أنّ هؤلاء الأشخاص لم يُسلموا في وقت واحد ولم تذكر مدّة كتابتهم ومقدارها في المصادر.

الملاحظة الأخرى التي تدعو للشكّ هي بشأن حفظ النسخ وكيفية نقلها إلى يثرب؛ إذ لم تصلنا رواية في ذلك. ويبدو أنّ صيانة القرآن في العهد المكّي كانت بحفظه من قبل الصحابة في الغالب، بالرغم من أنّ هناك روايات تدلّ على وجود الصحف التي كتبت عليها بعض آيات القرآن؛ مثل الصحيفة التي كانت في حوزة اُخت عمر وزوجها؛ وكتبت فيها سورة طه، ورآها عمر وأسلم على إثر سماع تلك الآيات.۵

1.العقد الفريد: ج ۴ ص ۲۱۲.

2.البداية والنهاية: ج ۵ ص ۳۷۰، مكاتيب الرسول: ج ۱ ص ۱۴۶.

3.البداية والنهاية، ج ۵ ص ۳۷۰.

4.الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم: ج ۳ ص ۱۸۰ وراجع أيضاً: المصنّف لعبدالرزاق: ج ۵ ص ۳۲؛ عيون الأخبار لابن قتيبة: ج ۱ ص ۴۳.

5.أنساب الأشراف: ج ۱۰ ص ۲۸۶.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27298
صفحه از 616
پرینت  ارسال به