ويرى بعض الباحثين أنّ ابن أبي سرح أوّل كاتب للوحي في مكّة۱، في حين أنّه أسلم بعد هجرة النبيّ صلى اللّه عليه و آله إلى المدينة بسنين، أو قبل فتح مكّة (السنة الثامنة) حسب إحدى الروايات۲. وكان يستخدم الكلمات البديلة۳ أحياناً خلال كتابته. وقيل: إنّ قسماً من الآية ۹۳ من سورة الأنعام نزلت في ذمّه،۴ ثمّ ارتد وكان في فتح مكّة من الأشخاص الذين أمر رسولُ اللَّه صلى اللّه عليه و آله بهدر دمهم، ولكنّه نجا من الموت بشفاعة عثمان أخيه في الرضاعة. ۵
كما كان معيقب بن أبي فاطمة السدوسي يكتب قائمة غنائم النبيّ صلى اللّه عليه و آله .۶
وفيما يتعلّق بحنظلة بن ربيع الشهير بحنظلة الكاتب۷، فقد كان يستدعى للكتابة كلّما افتقدوا الكتّاب۸. وقيل: أنّه قام بالكتابة مرّة واحدة فقط في حضور رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله فاكتسب هذه الشهرة۹. وعلى أيّ حال فإنّ معظم الكتابة التي قيلت عنه تتعلّق بالرسائل التي كتبها بعد وفاة النبيّ صلى اللّه عليه و آله وفي عهد الخلفاء.۱۰
كتابة الوحي في المدينة
ازداد عدد كتّاب الوحي وانضمّ بعض الأنصار إليهم بعد هجرة رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله إلى يثرب. وهاجر بعض الأشخاص من قريش في السنوات التي تلت الهجرة إلى
1.الاستيعاب: ج ۱ ص ۶۸؛ أضواء على السنّة المحمّدية، ص ۲۴۶.
2.أسد الغابة: ج ۱ ص ۶۱۷.
3.المغازي: ج ۱ ص ۷۴؛ الاستيعاب: ج ۱ ص ۶۸، تاريخ اليعقوبي، ج ۲ ص ۵۹.
4.أسباب النزول للواحدي: ص ۱۴۸؛ الدرّ المنثور: ج ۳ ص ۳۰؛ التبيان في تفسير القرآن: ج ۴ ص ۲۰۲.
5.الطبقات الكبرى: ج ۲ ص ۱۴۱؛ المغازي: ج ۲ ص ۸۵۵، الاستيعاب: ج ۱ ص ۲۳.
6.العقد الفريد: ج ۴ ص ۱۵۱.
7.الاستيعاب: ج ۱ ص ۳۷۹.
8.التنبية والإشراف: ص ۲۴۶.
9.فتوح البلدان: ج ۳ ص ۵۸۲.
10.مكاتيب الرسول: ج ۱ ص ۱۳۸.