البلاذري أنّ عددهم في يثرب كان أحد عشر شخصاً۱، إلّا أنّهم كانوا قد أسلموا تدريجياً ولا يوجد دليل واضح على كتابة الوحي من قبل بعضهم. وفي المقابل، فإنّ بعض الأشخاص مثل المقداد، لم يُطرحوا في عداد كتّاب الوحى علي الرغم من معرفتهم بالقراءة والكتابة۲. وقد كذّب بعض الباحثين كون الكثير منهم كتّاباً ورفضوه.۳
ويبدو أنّ المنافسات القبلية والتعصّب المذهبي - فيما بعد - كان لهما بعد وفاة رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله دور كبير في اختلاق الفضائل لبعض الصحابة، فنظراً إلى أهمّية كتابة القرآن وامتيازها ذكرت أسماء بعض الأشخاص في المصادر على أنّهم كتّاب للوحي.۴
وعلى سبيل المثال: فقد ولد سعيد بن العاص بن سعيد في السنة الثالثة من الهجرة، ومارس الكتابة لعثمان في عهد خلافته، وكان من الأشخاص الأربعة الذين عيّنوا لاستنساخ القرآن۵، ولعلّ ذلك أدّى إلى أن يعدّ من كتّاب الوحي، في حين أنّ عمره كان أقلّ من تسع سنوات عند وفاة رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ۶. كما كان لأبي عبيدة الجرّاح دور في جمع القرآن في عهد الخليفة الأول ولذلك عُدّ كاتباً للوحي۷. وكانت النتيجة أن اعتبره بعض المؤرّخين كاتباً للنبيّ صلى اللّه عليه و آله سهواً أو عمداً؛ وعليه يجب النظر بعين الشكّ إلى هذه النسبة.
كتابة الوحي في مكّة
شُغل رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله بالدعوة إلى الإسلام في مكّة لثلاثة عشر عاماً، ونزل خلال هذه المدّة ما مجموعه ۸۲ ۸ أو ۸۶ سورة من القرآن، وما بقي منه نحو ۱۶۰۰ آية من
1.فتوح البلدان: ص ۴۵۵.
2.فتوح البلدان: ج ۳ ص ۵۸۱.
3.تاريخ تحقيقى إسلام: ج ۱ ص ۷۰.
4.مكاتيب الرسول: ج ۱ ص ۱۱۵؛ تاريخ قرآن، محمود راميار: ص ۲۶۳.
5.الإصابة: ج ۱ ص ۱۷۱.
6.إمتاع الأسماع: ج ۶ ص ۳۳۹.
7.تاريخ اليعقوبي: ج ۲ ص ۳۳.
8.سير أعلام النبلاء: ج ۱ ص ۸.