بحث في كتّاب الوحي۱
يطلق مصطلح «كتّاب الوحي» على الأشخاص الذين كتبوا القرآن بعد النزول بإملاء النبيّ صلى اللّه عليه و آله . وكان عددهم محدوداً بسبب قلّة من يعرف القراءة والكتابة.
إنّ عالمية الإسلام وخلوده يستلزمان حفظ القرآن الكريم الذي هو الوحي الإلهي وأساس التشريعات الإسلامية ومصدرها ومعجزة النبيّ الأعظم صلى اللّه عليه و آله من دون تحريف إلى الأبد؛ ولذلك فإنّ رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله - الذي صرّح القرآن الكريم بأنّه اُمّي۲ لا يعرف القراءة والكتابة۳ أو لا يكتب۴ قبل نزول القرآن۵ - كان يأمر بعض الصحابة - ممّن له علم بفنّ الكتابة وحاز درجة عاليةمن الثقة به، أن يكتب الآيات الإلهية۶بمجرّد نزولها، مع توظيف الذاكرة القويّة للعرب الحديثي الإسلام في أن يحفظوه عن ظهر قلب.
وعُرف هؤلاء الصحابة ب «كتّاب الوحي» في مصادر التاريخ والسيرة، وراحو يكتبون الآيات التي يمليها عليهم رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ۷ على الجلد وأكتاف الجمال والأبقار
1.كتب هذا البحث الفاضل الكريم السيد محمود ساماني .
2.الأعراف: ۱۵۷ - ۱۵۸.
3.العقد الفريد: ج ۴ ص ۱۵۱.
4.لسان العرب: ج ۱۲ ص ۳۴.
5.العنكبوت: ۴۸ و راجع: أوائل المقالات: ص ۲۲۴؛ مكاتيب الرسول: ج ۱ ص ۹۰.
6.مجمع البيان: ج ۸ ص ۳؛ مكاتيب الرسول: ج ۱ ص ۱۳۰.
7.تفسير الحبري: ص ۱۵۸و ۵۷۶، شواهد التنزيل: ج ۱ ص ۴۸؛ الموسوعة القرآنية: ج ۱ ص ۳۵۲.