إنّ التأمّل في هذا الكلام ذي اللهجة التحذيرية يستلزم أن يتعرّف الفضلاء الشباب في الحوزات العلمية - في بداية حياتهم العلمية - على مكانة القرآن الكريم قبل كلّ شيء في مجالات المعارف العقيدية والأخلاقية والعملية، فلو حصلوا على مثل هذه المعرفة فسوف يسعون بكلّ جهدهم لأن ينتفعوا من أسرار هذا الكتاب السماوي ويمتّعوا الآخرين أيضاً بها، وسوف لا يأسفون في أواخر أعمارهم على ماضيهم، وبالطبع فإنّ عليهم أن يبحثوا عن أفضل عالم بالقرآن من أجل معرفة مكانة هذا الكتاب السماوي في ساحة حقائق الوجود والمعارف الدينية.
أفضل عالم بالقرآن
لا شكّ في أنّ أفضل عالم بالقرآن هو منزّله، أي اللَّه تعالى، ومن بعده رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله وأهل بيته عليهم السلام ؛ لأنّ معرفتهم لا تقوم على الحدس والظنّ، بل على أساس الوحي والإلهام الإلهيين؛ وبناء على ذلك فإنّ ما بيّنه القرآنُ في وصف نفسه، وما قاله النبيّ صلى اللّه عليه و آله وأهل البيت عليهم السلام في التعريف بهذا الكتاب أفضل وأتقن وثيقة لمعرفة القرآن.
التعريف بموسوعة «معرفة القرآن من منظار الكتاب والسنّة»
إن موسوعة معرفة القرآن من منظار الكتاب والسنة هي - في الحقيقة - معرفة القرآن من وجهة نظر أفضل العالمين بالقرآن. وسوف نقدّم في هذا الكتاب - ولأوّل مرة للباحثين في القرآن - ما قاله اللَّه تعالى في وصف كتابه وما بينه رسوله صلى اللّه عليه و آله وأهل