الاختلاف في النصّ.
۴. الرأي الثالث، أي تغيير فواصل الآيات، مرفوض للأسباب التالية:
أ - كلّ رأي يستلزم قبول التدخّل والتصرّف في آيات القرآن مرفوض استناداً إلى آية الحفظ.
ب - أنكر القرآن بشدّة عملية التلاعب في فواصل الآيات:
«وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِىَ إِلَىَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَىْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ ».۱
ويذكر المفسّرون أنّ هذه الآية نزلت بشأن أحد كتّاب القرآن؛ وهو عبداللَّه بن سعد بن أبي سرح، حيث كان يغيّر مواضع فواصل الآيات حين كتابتها، فعندما كان يقول له النبيّ صلى اللّه عليه و آله : اكتب «عَليماً حَكيماً»، كان يكتب «غَفوراً رَحيماً»، وكان يدّعي على هذا الأساس أن بإمكانه هو نفسه أن ينزل قرآناً.۲
ج - هذا الاحتمال مرفوض من وجهة نظر الباحثين كافّة؛ لأنّه يخالف إجماع الاُمّة على منع أيّ تغيير في القرآن.۳
د - يظهر من فواصل الآيات أنّها دقيقة للغاية وتتطابق مع اُسس الآيات التي تتولّى بنحو عامّ دور إقامة البرهان على محتوياتها.۴
۵. الرأي الرابع، أي إبدال الكلمات المترادفة أو المتقاربة، مرفوض أيضاً؛ لأنّه يؤدّي إلى ضرورة قبول اتّجاه التغيير في نصوص الآيات، وقد تأكّد بطلانه سابقاً، كما يؤدّي إلي اعتبار التكافؤ الدلالي بين هذا القبيل من الكلمات أمراً مسلّماً به، في حين أنّ الكثير من الباحثين يُصرّون على أنّه من غير الممكن اعتبار المعنى والاستخدام المعنوي للكلمات المترادفة والمتقاربة سواء من جميع الجهات.