145
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

كما نقل عن ابن عبّاس أنّه قال: «نَزَلَ القُرآنُ عَلى سَبعِ لُغاتٍ»، والأشخاص الذين اعتبروا نزول القرآن على سبعة أحرف بمعنى اللهجات العربية المختلفة وقعوا هم أنفسهم في الاختلاف عند تحليل هذه اللغات السبع:

أ - قال بعضهم: إنّ المراد هو لهجات القبائل العربية المختلفة من دون أن تكون اللهجات السبع مقتصرة على قبيلة خاصّة، مثل لهجات قريش وهذيل وهوازن واليمن.

ب - حملها بعض آخر على اللهجات المختلفة لقبيلة مضر التي كانت تضمّ سبع قبائل بأسماء: هذيل وكنانة وقيس وضبّة وتيم الرباب وأسد بن خزيمة وقريش.

ج - يرى بعض ثالث أنّ المقصود هو اللهجات المختلفة لقبيلة قريش؛ لأنّ القرآن نزل بلهجتها، كما تدلّ عليه الآية « وَ مَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ »۱.۲

الاستنتاج‏

يمكن تقديم الملاحظات التالية في تحليل الروايات والآراء المذكورة:

۱. يرى الشيعة أنّ القرآن نزل على حرف واحد، وأنّ مصدر اختلاف القراءات ليس الوحي، كما تمّ تأكيد ذلك في روايتي زرارة عن الإمام الباقر عليه السلام والفضيل بن يسار عن الإمام الصادق عليه السلام . وبناءً عليه فروايات نزول القرآن على سبعة أحرف تفتقد القيمة بسبب مخالفتها لأحاديث أهل البيت عليهم السلام ۳. وفضلاً عن ذلك، فإن الاختلاف والتناقض بين هذه الروايات كثير ولا يوجد تناسب بين السؤال والجواب في بعضها۴. كما أذعن بعض علماء أهل السنّة بضعف هذه الروايات واضطرابها اللفظي والمعنوي.۵

1.إبراهيم: ۴.

2.راجع. الإتقان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۱۳۴ - ۱۳۵؛ شرح اُصول الكافي: ج ۵ ص ۳۱۷.

3.البيان: ص ۱۷۷.

4.آلاء الرحمن: ج ۱ ص ۳۰.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
144

۲. أن يتغيّر ظاهر الكلمة باختلاف القراءة ويتغيّر معناها أيضاً بتغيير الإعراب، مثل الآية: «رَبَّنَا بَعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا » بحيث تقرأ (باعد) بصيغة الأمر أو الماضي.

۳. أن تبقى صورة الكلمة وظاهرها محفوظة باختلاف القراءة، ويتغيّر معنى اللفظ بتغيير الحروف، مثل الكلمة «نُنشِزُهَا » التي قرئت: «ننشرها».

۴. أن يتغيّر ظاهر الكلمة باختلاف القراءة، ولكن لا يتغير معناها في نفس الوقت بتغيّر الحروف، مثل الآية: «كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ » التي قرئت: «كالصوف المنفوش».

۵. أن تتغيّر صورة الكمة ومعناها باختلاف القراءة، مثل الآية: «وَ طَلْحٍ مَّنضُودٍ » التي قرئت «وطلع منضود».

۶. أن تتغيّر مواضع فقرات الآية على إثر اختلاف القراءة، مثل الآية: «وَ جَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِ‏ّ » التي قرئت: «وجاءت سكرة الحق بالموت».

۷. أن تحدث زيادة أو نقصان في فقرات الآية على إثر اختلاف القراءة، مثل الآية: «تِسْعٌ وَ تِسْعُونَ نَعْجَةً » التي قرئت: «تسع وتسعون نعجة اُنثى».۱

۵. الكيفيات السبع لتلاوة القرآن‏

المراد من روايات «السبعة أحرف» الكيفيّات السبع لتلاوة القرآن، بمعنى أنّه قد تمّ تعيين أداء كلمات القرآن من خلال التصنيف السباعي لها. وهذه المواضع هي: الإدغام والفتح والإظهار والتفخيم والترقيق والإمالة والمد۲. ويقول أنصار هذا الرأي في الدفاع عنه: إنّ العرب لمّا كانت لهم لغات ولهجات مختلفة في أدائها، فقد أجاز اللَّه - من باب التسهيل - كلّ حالات التكلّم بها. ۳

۶ . اللهجات السبع‏

أشهر رأي عن رواية «الأحرف السبعة» هو حملها على اللغات واللهجات المختلفة۴،

1.راجع: الإتقان علوم القرآن: ج ۱ ص ۱۲۹ - ۱۳۵؛ شرح أصول الكافي: ج ۱۱ ص ۷۹.

2.شرح مسلم: ج ۶ ص ۹۹؛ عمدة القاري: ج ۱۲ ص ۲۵۹.

3.راجع: فتح الباري: ج ۹ ص ۲۵؛ عمدة القاري: ج ۲۰ ص ۳۰؛ مجمع البحرين: ج ۱ ص ۴۹۰.

4.راجع: عمدة القاري: ج ۱۲ ص ۲۵۸؛ شرح اُصول الكافي: ج ۵ ص ۳۱۷.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27656
صفحه از 616
پرینت  ارسال به