143
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

والحرام، والقصص، والأمثال، والأمر، والنهي.۱

۲. تغيير فواصل الآيات‏

إنّ نزول القرآن على سبعة أحرف يعني السماح بتغيير فواصل الآيات، كما صرّح بذلك في الرواية السابقة عن سنن أبي داود، بشرط أن لا يبلغ هذا التغيير حدّ التناقض، أي أن لا تحلّ آيات الرحمة محلّ آيات العذاب وبالعكس:
. . . حَتّى‏ بَلَغَ سَبعَةَ أَحرُفٍ، ثُمَّ قالَ: لَيسَ مِنها إلّا شافٍ كافٍ إن قُلتَ سَميعاً عَليماً عَزيزاً حَكيماً ما لَم تَختِم آيَةَ عَذابٍ بِرَحمَةٍ أو آيَةَ رَحمَةٍ بِعذابٍ .۲

۳. إبدال الكلمات المتقاربة

المراد من نزول القرآن على سبعة أحرف جواز الإبدال بين كلمات القرآن المتقاربة، بمعنى إمكانية حذف الكلمة القرآنية وإحلال الكلمة المقاربة لها والمترادفة معها محلها.۳

۴. الأنواع السبعة للقراءات‏

المراد من «الأحرف السبعة» الأنواع السبعة لقراءة القرآن، أي يمكن - من خلال دراسة القراءات الحالية - تقسيمها إلى سبعة أنواع من القراءة، والروايات موضوع البحث هي في مقام تجويزها من خلال الإشارة إلى هذه الأنواع من القراءات،وهي بالنحو الآتي:

۱. يؤدي اختلاف القراءة إلى تغيير الإعراب من دون أن يُحدث تغييراً في المعنى أو الشكل الظاهري للكلمة، مثل الآية: «هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ » بضمّ «الراء» وفتحها.

1.البيان: ص ۱۸۳: تفسير الطبري: ج ۱ ص ۳۵ - ۳۶؛ تفسير القرطبي: ج ۱ ص ۴۶؛ الإتقان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۱۳۵.

2.راجع: سنن أبي داود: ج ۱ ص ۳۳۲؛ عمدة القاري: ج ۱۲ ص ۲۵۹.

3.عمدة القاري: ج ۱۲ ص ۲۵۹.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
142

وتنسجم هذه الرواية مع الرواية التي نقلت عن طريق أهل السنّة عن النبيّ صلى اللّه عليه و آله ، حيث تشير الأحرف إلى الأقسام‏۱ استناداً إلى تلك الرواية، والمراد من كلتا الروايتين التقسيم الدلالي والنوعي لآليات.

دراسة الآراء

يعتبر معظم الباحثين أنّ المقصود من العدد «سبعة» في هذه الروايات هو العدد الحقيقي، أي سبعة أحرف لا أكثر ولا أقلّ. ويرى بعضُهم مثل القاضي عياض - أنّ العدد سبعة استُخدم هنا بالمعنى المجازي، والمراد منه: الكثرة۲. ويبدو أنّ حمل «السبعة» على الكثرة خلاف الظاهر، في حين أنّ دليلاً واضحاً لم يقم عليه.

وأمّا فيما يتعلّق بما هو المقصود من «الأحرف السبعة»، فهناك اختلاف كبير حيث. اعتبر بعض الباحثين هذه الاحتمالات قريبة من أربعين‏۳احتمالاً، وسنعمد فيما يلي إلى دراسة أهمها۴:

۱. التقسيم السباعي الدلالي للآيات‏

إنّ الأحرف السبعة المرادة في روايات «السبعة أحرف» هي الأنواع السباعية الدلالية لآيات القرآن، بمعنى أنّنا نستنتج من خلال الدراسة المضمونية للآيات أنّ اللَّه جعلها سبعة أنواع. وشبيه لهذا الرأي رواية عن أمير المؤمنين عليه السلام اعتبر فيها حروف القرآن سبعة أنواع‏۵ هي: الوعد والوعيد، والمحكم والمتشابه، والحلال

1.راجع: ص ۲۳۰ ح ۲۱۷.

2.شرح مسلم للنوري: ج ۶ ص ۹۹.

3.تفسير الصافي: ج ۱ ص ۵۹ وراجع: تفسير شبر: ص ۲۰؛ الإتقان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۱۳۰.

4.راجع: البيان: ص ۱۷۸ - ۱۹۳؛ تفسير شبر: ص ۱۹ - ۲۱؛ تفسير الطبري: ج ۱ ص ۲۴ - ۴۴؛ تفسير القرطبي: ج ۱ ص ۴۱ - ۴۹؛ البرهان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۲۱۱ - ۲۲۷؛ الإتقان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۱۲۹ - ۱۳۵.

5.بحار الأنوار: ج ۹ ص ۹۷؛ خاتمة مستدرك الوسائل: ج ۱ ص ۳۴۷.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27321
صفحه از 616
پرینت  ارسال به