141
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

ويمكننا أن نستنتج من العبارة: «أدنى‏ ما لِلإِمامِ أن يُفتِى عَلَى سَبعَةِ وجُوهٍ» أنّ الأحرف السبعة ناظرة إلي الآيات ومدلولها بحيث يمكن للإمام أن يُصدر الحكم على أساس كلٍّ منها.

۳. نقل الشيخ الصدوق عن النبيّ صلى اللّه عليه و آله :
أَتانى آتٍ مِنَ اللَّه فَقالَ: إنّ اللَّهَ عزّ و جلّ يَأمُرُكَ أنْ تَقرَأَ القُرآنَ عَلى‏ حَرفٍ واحدٍ، فَقُلتُ: يا رَبِّ وَسِّع عَلى أُمَّتى ، فَقالَ: إنَّ اللَّه عزّ و جلّ يَأمُرُكَ أَن تَقَرأَ القُرآنَ عَلى‏ حَرفٍ واحدٍ، فَقُلتُ: يا رَبِّ وَسِّع عَلى أُمَّتى ، فَقالَ: إنَّ اللَّه عزّ و جلّ يَأمُرُكَ أن تَقَرأَ القُرآنَ عَلى‏ حَرفٍ واحدٍ، فَقُلتُ : يا رَبِّ وسِّع عَلى أُمَّتى ، فَقالَ: إنَّ اللَّه يَأمُرُكَ أن تَقَرأَ القُرآنَ عَلى‏ سَبعَةِ أَحرُفٍ .۱

ويتّفق ظاهر هذه الرواية مع الروايات التي نقلت عن البخاري ومسلم والتي دار الحديث فيها حول طلب النبيّ صلى اللّه عليه و آله زيادة قراءات القرآن للاُمّة، إلّا أن جبرئيل كان في الروايات السابقة هو المخاطب في مثل هذا الطلب، وأمّا في هذه الرواية فقد طلب النبيّ صلى اللّه عليه و آله في خطاب مباشر من اللَّه تعالى زيادة القراءات لاُمّته. ولأنّ هذه الروايات تنسجم مع روايات أهل السنّة، فقد حملها بعضُ علماء الشيعة على التقية، كما احتمل بعض الباحثين أنّ هذه الرواية تشير إلى بطون القرآن.۲

ونقل العلامة المجلسي رواية عن الإمام عليّ عليه السلام تحدّثت عن نزول القرآن على سبعة أقسام بدلاً من سبعة أحرف، وأنّ كلّ قسم منها شافٍ وكافٍ:
وَلَقَد سَأَلَ أَميرَ المُؤمِنين - صَلواتُ اللَّه عَلَيه - شيعَتُهُ عَن مثل هذا، فَقالَ: إنَّ اللَّه تَبارَكَ وَتَعالى أَنزَلَ القُرآنَ عَلى‏ سَبعَةِ أَقسامٍ كُلُّ مِنها شافٍ كافٍ، وَهِىَ أَمرٌ، وَزَجرٌ وَتَرغيبٌ، وَتَرهيبٌ، وَجَدَلٌ، وَمَثَلٌ، وَقَصَصٌ . ۳

1.الخصال: ص ۳۵۸.

2.الحدائق الناضرة: ج ۸ ص ۹۹؛ جواهر الكلام: ج ۹ ص ۲۹۵.

3.بحار الأنوار: ج ۹۰ ص ۴.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
140

اعتبار ذلك من خصوصيات التراث الروائي للشيعة؛ لأن الحديث لم يدر في مصادر أهل السنة الروائية حول إنكار هذا القسم من الروايات. وقد نقل الكليني روايتين معتبرتين في هذا المجال:

أ - قال الإمام الباقر عليه السلام :
إنَّ القُرآنَ واحدٌ نَزَلَ مِن عِندِ واحدٍ وَلكِنَ الاختِلافَ يَجى‏ءُ مِن قِبَلِ الرُّواةِ .۱

فلم يعتبر الإمام الوحي مصدراً للاختلاف في القراءات، ونسبه إلى الرواة. واستناداً إلى هذه الروايات فإنّ مبدأ القرآن ومنشأه واحد، وإنّ ما يصدر منه - أي القرآن - يجب أن يكون واحداً أيضاً.

ب - وجاء في رواية اُخرى:
عن الفضيل بن يسار : قُلتُ لِأَبي عَبدِاللَّهِ عليه السلام : إنَّ النّاسَ يَقولونَ : إنَّ القُرآنَ نَزَلَ عَلى‏ سَبعَةِ أحرُفٍ ، فَقالَ : كَذَبوا أعداءُ اللَّهِ ، ولكِنَّهُ نَزَلَ عَلى‏ حَرفٍ واحِدٍ مِن عِندِ الواحِدِ .۲

ويمكننا أن نستنبط من عبارة الراوي: «يقول الناس» أنّ روايات نزول القرآن على سبعة أحرف شاعت بين عامّة الناس استناداً إلى روايات أهل السنّة. كما أنّ التعبير «كَذَبوا أعداءُ اللَّهِ» عنيف وشديد اللهجة صدر على لسان الأئمة عليهم السلام في حالات خاصة وفي الانحرافات الكبيرة.

۲. أيد بعض آخر من الروايات نزول القرآن على سبعة أحرف، إلا أن المراد منه مفهوم غير القراءات. فنقل الشيخ الصدوق الرواية الآتية عن الإمام الصادق عليه السلام :
عن حمّاد بن عثمان : قُلتُ لِأَبي عَبدِاللَّهِ عليه السلام : إنَّ الأَحاديثَ تَختَلِفُ عَنكُم!
قالَ : فَقالَ : إنَّ القُرآنَ نَزَلَ عَلى‏ سَبعَةِ أحرُفٍ ، وَأدنى‏ ما لِلإِمامِ أن يُفتِيَ عَلى‏ سَبعَةِ وُجوهٍ . ثُمَّ قالَ : «هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ » .۳

1.راجع: ص ۱۳۴ ح ۲۰۹.

2.راجع: ص ۱۳۵ ح ۲۱۰.

3.راجع: ص ۱۳۵ ح ۲۱۴.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27671
صفحه از 616
پرینت  ارسال به