139
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

عبداللَّه بن مسعود من هذا الباب. ۱

۵. جاء في مصادر أهل السنّة:
لَقِىَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله جَبرَئيلَ، فَقالَ: يَا جَبرَئيلُ! إنّى بُعِثتُ إلى أُمّةٍ أمّيينَ مِنهُمُ العَجوزُ و الشِّيخُ الكَبيرُ و الغُلامُ و الجارِيةُ و الرَّجُلُ الّذى لَم يَقرأ كِتاباً قَطُّ . قالَ: يا مُحمَّدُ! إنّ القُرآنَ اُنزِلَ عَلى‏ سَبعَةِ أَحرُفٍ.۲

ويمكن اعتبار هذه الرواية أكثر الروايات قبولاً من حيث المحتوى من بين روايات أهل السنة، حيث دار فيها الحديث عن اُمّية الاُمّة ووجود أشخاص لا يعرفون القراءة، ويمكن أن يدلّ ذلك على صعوبة القراءة الدقيقة للقرآن بالنسبة إليهم.

۶. نقل أهل السنّة عن رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله أنّ القرآن نزل على سبعة أحرف: الزجر والأمر والحلال والحرام والمحكم والمتشابه والأمثال.۳

۷. روي حديث آخر مشابه للحديث السابق عن طريق أهل السنّة يدلّ على أنّ القرآن نزل على عشرة أحرف:
أُنزِلَ القُرآنُ عَلى‏ عَشرَةِ أحرُفٍ : بَشيرٍ ، ونَذيرٍ ، وناسِخٍ ، ومَنسوخٍ ، وعِظَةٍ ، ومَثَلٍ ، ومُحكَمٍ ، ومُتَشابِهٍ ، وحَلالٍ ، وحَرامٍ .۴

حديث الأحرف السبعة في مصادر الشيعة

نقلت رواية نزول القرآن على سبعة أحرف في مصادر الشيعة الروائية باُسلوبي الإنكار والإثبات:

۱. اُنكرت في بعض الروايات بنحو كامل ظاهرة اختلاف القراءات، ويجب

1.كتاب المصاحف: ص ۶۴ - ۸۲.

2.سنن الترمذي: ج ۴ ص ۲۶۳.

3.المستدرك على الصحيحين: ج ۱ ص ۵۵۳ وج ۲ ص ۲۸۹؛ تفسير الصافي: ج ۱ ص ۵۹.

4.راجع: ص ۱۳۶ ح ۲۱۷.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
138

۲. روي ابن عبّاس أنّ النبيّ صلى اللّه عليه و آله قال:
أَقرَأَنى جِبريلُ عَلى‏ حَرفٍ فَراجِعتُهُ فَلَم أزَل أستَزيدُهُ ويَزيدُنى حَتّى انتَهى إلى سَبعَةِ أحرُفٍ .۱

۳. نقل اُبيّ بن كعب رواية عن النبيّ الأعظم صلى اللّه عليه و آله تفيد بأنّ جبرائيل جاء إلى إليه وأمره من قبل اللَّه تعالي بقراءة القرآن على حرف واحد. واعتبر النبيّ صلى اللّه عليه و آله قراءة القرآن على حرف واحد فوق طاقة اُمّته وطلب من اللَّه العفو والمغفرة. وحدث نزول جبرائيل للمرة الثانية والثالثة وأعلن للنبيّ صلى اللّه عليه و آله جواز القراءة على حرفين وثلاثة أحرف كما كرّر النبي صلى اللّه عليه و آله طلبه حتّى نزل جبرائيل للمرّة الرابعة وقال:
إنّ اللَّهَ يَأمُرُكَ أَن تَقرَأَ اُمَّتُكَ القُرآنَ عَلى‏ سَبعَةِ أحرُفٍ فَأيَّما حَرفٍ قَرَأوا عَلَيه فَقَد أصابوا .۲

وقد دار الحديث في هذه الرواية كالرواية السابقة المروية عن البخاري حول الطلب المتكرّر للنبيّ صلى اللّه عليه و آله لزيادة عدد قراءات الاُمّة.

۴. نقل اُبيّ بن كعب في رواية اُخرى أنّ النبيّ صلى اللّه عليه و آله قال:
يا اُبَىّ! إنّى أَقرَئتُ القُرآنَ فَقيلَ لى: عَلى حَرفٍ أو حَرفَينِ؟ فَقالَ المَلَكُ الّذى مَعى: قُل عَلى‏ حَرفَينِ . قُلتُ: عَلى‏ حَرفَينِ، فَقيلَ لى: عَلى‏ حَرفَينِ أو ثَلاثَةٍ؟ فَقالَ المَلَكُ الّذى مَعى: قُلْ عَلى ثَلاثَةٍ . قُلتُ: عَلى‏ ثَلاثَةٍ، حَتّى‏ بَلَغَ سَبعَةَ أَحرُفٍ، ثُمَّ قالَ: لَيسَ مِنها إلّا شافٍ كافٍ إن قُلتَ سَميعاً عَليماً عَزيزاً حَكيماً ما لَم تَختِم آيَةَ عَذابٍ بِرَحمَةٍ أو آيَةَ رَحمَةٍ بِعذابٍ .۳

واستناداً إلى ظاهر هذه الرواية فإنّ تغيير الكلمات وفواصل الآيات جائز ما لم يؤدِّ إلى تغيير أساسي في معنى الآية. واعتبرت التغييرات التي رويت بشأن مصحف

1.صحيح البخاري: ج ۶ ص ۱۰۰.

2.صحيح مسلم: ج ۲ ص ۲۰۳ - ۲۰۴.

3.سنن أبي داود: ج ۱ ص ۳۳۲.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27300
صفحه از 616
پرینت  ارسال به