ويشير هذا الحديث عن الإمام عليّ عليه السلام إلى طبقات وبطون القرآن الدلالية:
إنَّ كِتابَ اللَّهِ عَلى أربَعَةِ أشياءَ: عَلَى العِبارَةِ، وَ الإِشارَةِ، وَ اللَّطائِفِ، وَ الحَقائِقِ؛ فَالعِبارَةُ لِلعَوامِّ، وَ الإِشارَةُ لِلخَواصِّ، وَ اللَّطائِفُ لِلأَولِياءِ، وَ الحَقائِقُ لِلأَنبِياءِ .۱
وسوف نوضّح هذه المراتب من كتابنا هذا.۲
معرفة القرآن
تتمثّل الخطوة الاُولى على طريق التعايش مع القرآن في المعرفة الصحيحة والشاملة لهذا الكتاب الذي يمثّل إكسير السعادة والهدى. وبديهي أنّ المجتمع بشكل عام، والمراكز العلمية والبحثية بشكل خاص، لن تعمل على الانتفاع منه ما لم تتعرف هذا الكتاب الإلهي وآثاره وبركاته في المجالات الفردية والاجتماعية والمادّية والمعنوية.
وتبلغ هذه الملاحظة من الأهمّية بحيث إنّ الإمام الخمينيقدس سره يقول بهدف لفت الأنظار إليها:
أطلب من جميع العلماء الأعلام وأبناء القرآن ألّا يغفلوا عن هذا الكتاب المقدّس الذي اُنزل «تِبْيَنًا لِّكُلِّ شَىْءٍ»۳، والصادر عن مقام الجمع الإلهي، وسطع علي قلب النور الأوّل وظهور جمع الجمع.
ذا الكتاب السماوي الالهي الذي يحتوي على جميع الأسماء والصفات والآيات البيّنات بصورة حسّية وخطّية، ونعجز عن درك منازله الغيبية، ولا يحيط بأسراره سوى الوجود الجامع المقدّس، أي «من خوطب به»۴. وببركة تلك الذات المقدّسة وبفضل تعليمه أدرك خلّص أولياء اللَّه العظام كنه ذلك، وببركة المجاهدة والرياضة القلبية استفاد خلّص أهل المعرفة بشعاع منه بقدر استعدادهم ومراتب سيرهم.
1.راجع : ج ۲ ص ۲۴۳ ح ۱۴۶۱ .
2.راجع: ج ۲ ص ۷ (القسم السادس: التفسير والتأويل) و موسوعة معارف الكتاب والسنّة: ج ۱ ص ۶۳ (مراتب معرفة القرآن).
3.إشارة إلى الآية ۸۹ من سورة النحل.
4.إشارة إلى الحديث الشريف: «إنما يعرف القرآن من خوطب به».