129
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

رُعباً ، فَرَجَعتُ فَقُلتُ : زَمِّلوني زَمِّلوني ، فَدَثَّروني ، فَأَنزَلَ اللَّهُ تَعالى‏ : « يَأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ » إلى‏ « وَ الرُّجْزَ فَاهْجُرْ »۱.۲

۱۸۶. صحيح مسلم عن أنس بن مالك : بَينا رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ذاتَ يَومٍ بَينَ أظهُرِنا إذ أغفى‏ إغفاءَةً ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ مُتَبَسِّماً ، فَقُلنا: ما أضحَكَكَ يا رَسولَ اللَّهِ؟
قالَ: اُنزِلَت عَلَيَّ آنِفاً سورَةٌ ، فَقَرَأَ: « بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْنَكَ الْكَوْثَرَ* فَصَلِ‏ّ لِرَبِّكَ وَ انْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ »۳.۴

۱۸۷. صحيح البخاري عن عائشة : لَقَد رَأَيتُهُ [رَسولَ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ] يَنزِلُ عَلَيهِ الوَحيُ فِي اليَومِ الشَّديدِ البَردِ ، فَيُفصِمُ عَنهُ وإنَّ جَبينَهُ لَيَتَفَصَّدُ۵ عَرَقاً.۶

۱۸۸. صحيح البخاري عن عائشة : خَرَجَت سَودَةُ - بَعدَما ضُرِبَ الحِجابُ - لِحاجَتِها ، وكانَتِ امرَأَةً جَسيمَةً لا تَخفى‏ عَلى‏ مَن يَعرِفُها ، فَرَآها عُمَرُ بنُ الخَطّابِ ، فَقالَ : يا سَودَةُ ، أما وَاللَّهِ ما تَخفَينَ عَلَينا ، فَانظُري كَيفَ تَخرُجينَ.
قالَت: فَانكَفَأَت راجِعَةً ، ورَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله في بَيتي وإنَّهُ لَيَتَعَشّى‏ وفي يَدِهِ عَرقٌ‏۷ ، فَدَخَلَت فَقالَت : يا رَسولَ اللَّهِ ، إنّي خَرَجتُ لِبَعضِ حاجَتي ، فَقالَ لي عُمَرُ : كَذا وكَذا.
قالَت: فَأَوحَى اللَّهُ إلَيهِ ، ثُمَّ رُفِعَ عَنهُ ، وإنَّ العَرقَ في يَدِهِ ما وَضَعَهُ ، فَقالَ: إنَّهُ قَد

1.المدّثّر : ۱ - ۵ .

2.صحيح البخاري : ج ۴ ص ۱۸۷۵ ح ۴۶۴۱ و ج ۳ ص ۱۱۸۲ ح ۳۰۶۶ ، صحيح مسلم : ج ۱ ص ۱۴۳ ح ۲۵۵ كلاهما نحوه ، سنن الترمذي : ج ۵ ص‏۴۲۸ ح ۳۳۲۵ وفيه «فجثثت» بدل «فجُئثت» ، كنز العمّال : ج ۱۱ ص ۴۶۰ ح ۳۲۱۵۸ وراجع : ص ۱۰۶ الهامش رقم ۴ .

3.الكوثر : ۱ - ۳ .

4.صحيح مسلم : ج ۱ ص ۳۰۰ ح ۵۳ ، سنن أبي داود : ج ۴ ص ۲۳۷ ح ۴۷۴۷ ، سنن النسائي : ج ۲ ص ۱۳۴ ، مسند ابن حنبل : ج ۴ ص ۲۰۵ ح ۱۱۹۹۶؛ مجمع البيان : ج ۱۰ ص ۸۳۶ .

5.تَفَصَّدَ : سال (لسان العرب : ج ۳ ص ۳۳۷ «فصد» ).

6.صحيح البخاري : ج ۱ ص ۴ ح ۲ ، سنن الترمذي : ج ۵ ص ۵۹۷ ح ۳۶۳۴ ، سنن النسائي : ج ۲ ص ۱۴۹؛ المناقب لابن شهر آشوب : ج ۱ ص ۴۳ ، بحار الأنوار : ج ۱۸ ص ۲۶۱ ح ۱۳.

7.العَرْق : العَظم إذا اُخذَ عنه مُعظَم اللحم (النهاية : ج ۳ ص ۲۲۰ «عرق») .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
128

۱۸۳. الكافي عن أبي حمزة: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللَّهِ عليه السلام عَنِ العِلمِ أهُوَ عِلمٌ يَتَعَلَّمُهُ العالِمُ مِن أفواهِ الرِّجالِ، أم فِي الكِتابِ عِندَكُم تَقرَؤونَهُ فَتَعلَمونَ مِنهُ؟
قالَ: الأَمرُ أعظَمُ مِن ذلِكَ وأوجَبُ، أما سَمِعتَ قَولَ اللَّهِ عزّ و جلّ : « وَ كَذَ لِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِى مَا الْكِتَبُ وَ لَا الْإِيمَنُ »۱، ثُمَّ قالَ: أيَّ شَي‏ءٍ يَقولُ أصحابُكُم في هذِهِ الآيَةِ ، أيُقِرّونَ أنَّهُ كانَ ، في حالٍ لا يَدري مَا الكِتابُ ولَا الإيمانُ؟
فَقُلتُ: لا أدري - جُعِلتُ فِداكَ - ما يَقولونَ!
فَقالَ لي : بَلى‏ ، قَد كانَ في حالٍ لا يَدري مَا الكِتابُ ولَا الإيمانُ ، حَتّى‏ بَعَثَ اللَّهُ تَعالَى الرّوحَ الَّتي ذَكَرَ فِي الكِتابِ ، فَلَمّا أوحاها إلَيهِ عَلِمَ بِهَا العِلمَ وَالفَهمَ، و هِيَ الرّوحُ الَّتي يُعطيهَا اللَّهُ تَعالى‏ مَن شاءَ ، فَإِذا أعطاها عَبداً عَلَّمَهُ الفَهمَ .۲

۱۸۴. الإمام الباقر عليه السلام : الأَنبِياءُ عَلى‏ خَمسَةِ أنواعٍ : مِنهُم مَن يَسمَعُ الصَّوتَ مِثلَ صَوتِ السِّلسِلَةِ فَيَعلَمُ ما عَنى‏ بِهِ ، ومِنهُم مَن يُنَبَّأُ في مَنامِهِ مِثلُ يوسُفَ وإبراهيمَ ، ومِنهُم مَن يُعايِنُ ، ومِنهُم مَن يُنكَتُ في قَلبِهِ ويوقَرُ في اُذُنِهِ .۳

۲ / ۸

النّبيّ صلى اللّه عليه و آله حال نزول القرآن‏

۱۸۵. صحيح البخاري عن جابر بن عبد اللَّه : سَمِعتُ النَّبِيَّ صلى اللّه عليه و آله وهُوَ يُحَدِّثُ عَن فَترَةِ الوَحيِ ، فَقالَ في حَديثِهِ : فَبَينا أنَا أمشي إذ سَمِعتُ صَوتاً مِنَ السَّماءِ ، فَرَفَعتُ رَأسي فَإِذَا المَلَكُ الَّذي جاءَني بِحِراءَ جالِسٌ عَلى‏ كُرسِيٍّ بَينَ السَّماءِ وَالأَرضِ ، فَجُئِثتُ‏۴ مِنهُ

1.الشورى‏ : ۵۲ .

2.الكافي : ج ۱ ص ۲۷۳ ح ۵ ، مختصر بصائر الدرجات : ص ۳ عن أبي حمزة ، بصائر الدرجات : ص ۴۶۰ ح ۵ كلاهما عن أبي حمزة ، بحار الأنوار : ج ۱۸ ص ۲۶۶ ح ۲۶ و ج ۲۵ ص ۶۳ ح ۴۲ .

3.بصائر الدرجات : ص ۳۶۹ ح ۶ ، تفسير العيّاشي : ج ۲ ص ۱۶۶ ح ۳ كلاهما عن زرارة ، بحار الأنوار : ج ۱۱ ص ۵۳ ح ۵۰ .

4.جُئِثتُ : أي ذُعِرتُ وخِفتُ (النهاية : ج ۱ ص ۲۳۲ «جأث») .

تعداد بازدید : 28000
صفحه از 616
پرینت  ارسال به