127
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

وسَمِعتُ مُذاكَرَةً أنَّهُ نَزَلَ جَبرئيلُ عليه السلام عَلى‏ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله سِتّينَ ألفَ مَرَّةً .۱

۱۸۱. بصائر الدرجات عن زرارة : سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ عليه السلام : مَنِ الرَّسولُ؟ مَنِ النَّبِيُّ ؟ مَنِ المُحَدَّثُ؟
فَقالَ: الرَّسولُ: الَّذيَيأتيهِ جَبرَئيلُ فَيُكَلِّمُهُ قُبُلاً۲ ، فَيَراهُ كَما يَرى‏ أحَدُكُمُ الَّذي يُكَلِّمُهُ، فَهذَا الرَّسولُ .
وَالنَّبِيُّ: الَّذي يُؤتى‏ فِي النَّومِ ؛ نَحوَ رُؤيا إبراهيمَ عليه السلام ، ونَحوَ ما كانَ يَأخُذُ رَسولَ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله مِنَ السُّباتِ إذا أتاهُ جَبرَئيلُ فِي النَّومِ، فَهكَذَا النَّبِيُّ، ومِنهُم مَن يَجتَمِعُ لَهُ الرِّسالَةُ وَالنُّبُوَّةُ، فَكانَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله رَسولاً يَأتيهِ جَبرَئيلُ قُبُلاً فَيُكَلِّمُهُ ويَراهُ ويَأتيهِ فِي النَّومِ .
وأَمّا المُحَدَّثُ فَهُوَ الَّذي يَسمَعُ كَلامَ المَلَكِ فَيُحَدِّثُهُ ، مِن غَيرِ أن يَراهُ ومِن غَيرِ أن يَأتِيَهُ فِي النَّومِ.۳

۱۸۲. الكافي عن الأحول: سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ عليه السلام عَنِ الرَّسولِ وَالنَّبِيِّ وَالمُحَدَّثِ، قالَ :
الرَّسولُ الَّذي يَأتيهِ جَبرَئيلُ عليه السلام قُبُلاً فَيَراهُ ويُكَلِّمُهُ، فَهذَا الرَّسولُ.
وأمَّا النَّبِيُّ فَهُو الَّذي يَرى‏ في مَنامِهِ ، نَحوَ رُؤيا إبراهيمَ عليه السلام ، ونَحوَ ما كانَ رَأى‏ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله مِن أسبابِ النُّبُوَّةِ قَبلَ الوَحيِ حَتّى‏ أتاهُ جَبرَئيل عليه السلام مِن عِندِ اللَّهِ بِالرِّسالَةِ، وكانَ مُحَمَّدٌ صلى اللّه عليه و آله حينَ جُمِعَ لَهُ النُّبُوَّةُ وجاءَتهُ الرِّسالَةُ مِن عِندِ اللَّهِ يَجيئُهُ بِها جَبرَئيلُ عليه السلام ويُكَلِّمُهُ بِها قُبُلاً . ومِنَ الأَنبِياءِ مَن جُمِعَ لَهُ النُّبُوَّةُ و يَرى‏ في مَنامِهِ ويَأتيهِ الرّوحُ ويُكَلِّمُهُ ويُحَدِّثُهُ مِن غَيرِ أن يَكونَ يَرى‏ فِي اليَقَظَةِ .
وأمَّا المُحَدَّثُ فَهُوَ الَّذي يُحَدَّثُ فَيَسمَعُ ولا يُعايِنُ ولا يَرى‏ في مَنامِهِ .۴

1.المناقب لابن شهر آشوب : ج ۱ ص ۴۳ ، بحار الأنوار : ج ۱۸ ص ۲۶۰ ح ۱۳ .

2.«قبلاً» بضمّتين وفتحتين وكصُرَد وعِنَب ؛ أي عياناً ومقابلةً (الوافي : ج ۱ ص ۷۵) .

3.بصائر الدرجات : ص ۳۷۱ ح ۱۰ ، بحار الأنوار : ج ۱۸ ص ۲۷۰ ح ۳۵ .

4.الكافي : ج ۱ ص ۱۷۶ ح ۳ ، بصائر الدرجات : ص ۳۷۰ عن زرارة ، بحار الأنوار : ج ۱۸ ص ۲۲۶ ح ۲۷ و ج ۲۶ ص ۷۶ ح ۳۰ .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
126

وقَد قالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : يا جَبرَئيلُ... فَمِن أينَ تَأخُذُ الوَحيَ؟ فَقالَ: آخُذُهُ مِن إسرافيلَ، فَقالَ: ومِن أينَ يَأخُذُهُ إسرافيلُ؟ قالَ: يَأخُذُهُ مِن مَلَكٍ فَوقَهُ مِنَ الرَّوحانِيّينَ، قالَ: فَمِن أينَ يَأخُذُهُ ذلِكَ المَلَكُ؟ قالَ: يُقذَفُ في قَلبِهِ قَذفاً .
فَهذا وَحيٌ، وَهوُ كَلامُ اللَّهِ عزّ و جلّ ، وكَلامُ اللَّهِ لَيسَ بِنَحوٍ واحِدٍ ؛ مِنهُ ما كَلَّمَ اللَّهُ بِهِ الرُّسُلَ ، ومِنهُ ما قَذَفَهُ في قُلوبِهِم، ومِنهُ رُؤيا يُريهَا الرُّسُلَ، ومِنهُ وَحيٌ وتَنزيلٌ يُتلى‏ ويُقرَأُ ، فَهُوَ كَلامُ اللَّهِ . فَاكتَفِ بِما وَصَفتُ لَكَ مِن كَلامِ اللَّهِ ، فإنَّ مَعنى‏ كَلامِ اللَّهِ لَيسَ بِنَحوٍ واحِدٍ، فَإِنَّ مِنهُ ما يُبَلِّغُ به رُسُلُ السَّماءِ رُسُلَ الأَرضِ .
قالَ: فَرَّجتَ عَنّي فَرَّجَ اللَّهُ عَنكَ، وحَلَلتَ عَنّي عُقدَةً ، فَعَظَّمَ اللَّهُ أجرَكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ.۱

۱۸۰. المناقب لابن شهرآشوب : أمّا كَيفِيَّةُ نُزولِ الوَحيِ فَقَد سَأَلَهُ [أي رَسولَ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ]الحارِثُ بنُ هِشامٍ : كَيفَ يَأتيكَ الوَحيُ؟ فَقالَ :
أحياناً يَأتيني مِثلَ صَلصَلَةِ الجَرَسِ ، وهُوَ أشَدُّهُ عَلَيَّ ، فَيُفصِمُ‏۲ عَنّي، فَقَد وَعَيتُ ما قالَ . وأحياناً يَتَمَثَّلُ لِيَ المَلَكُ رَجُلاً فَيُكَلِّمُني فَأَعي ما يَقولُ.
ورُوِيَ أنَّهُ كانَ إذا نَزَلَ عَلَيهِ الوَحيُ يُسمَعُ عِندَ وَجهِهِ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحلِ . ورُوِيَ أنَّهُ كانَ يَنزِلُ عَلَيهِ الوَحيُ فِي اليَومِ الشَّديدِ البَردِ، فَيُفصِمُ عَنهُ وإنَّ جَبينَهُ لَيَنفَصِدُ عَرَقاً.
ورُوِيَ أنَّهُ كانَ إذا نَزَلَ عَلَيهِ كُرِبَ لِذلِكَ ويَربَدُّ۳ وَجهُهُ، ونَكَسَ رَأسَهُ ونَكَسَ أصحابُهُ رُؤوسَهُم مِنهُ، ومِنهُ يُقالُ: بُرَحاءُ۴ الوَحيِ .
قالَ ابنُ عَبّاسٍ : ... كانَ [النَّبِيُّ صلى اللّه عليه و آله ] إذا نَزَلَ عَلَيهِ الوَحيُ وَجَدَ مِنهُ ألَمًا شَديداً ، ويَتَصَدَّعُ رَأسُهُ، ويَجِدُ ثِقَلاً ، قَولُهُ: « إِنَّا سَنُلْقِى عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلاً »۵ .

1.التوحيد : ص ۲۶۴ ، الاحتجاج : ج ۱ ص ۵۶۹ وليس فيه من «فاكتف» إلى آخره ، بحار الأنوار : ج ۹۳ ص ۱۰۳ .

2.فيُفصِم : أي يُقلِع عنه (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۴۵۴ «فصم») .

3.اِربَدَّ : اِحمَرَّ حُمرَةً فيها سواد (لسان العرب : ج ۳ ص ۱۷۰ «ربد») .

4.التبريح : المشقّة والشدّة . وبُرَحاءُ الوحي : أي شِدّة الكرب من ثِقَل الوحي (النهاية : ج ۱ ص ۱۱۳ «برح») .

5.المزّمّل : ۵ .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 28022
صفحه از 616
پرینت  ارسال به