121
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

النَّبِيِّ صلى اللّه عليه و آله وأنا عِندَهُ ، وقالَ: مَرَرتُ عَلَيهِ وهُوَ بِفِناءِ بابِهِ فَجَلَستُ إلَيهِ، فَبَينا هُوَ يُحَدِّثُني إذ رَأَيتُ بَصَرَهُ شاخِصاً إلَى السَّماءِ حَتّى‏ رَأَيتُ طَرَفَهُ قَدِ انقَطَعَ، ثُمَّ رأسَهُ خَفَضَهُ حَتّى‏ وَضَعَهُ عَن يَمينِهِ، ثُمَّ وَلّاني رُكبَتَهُ وجَعَلَ يَنفُضُ بِرَأسِهِ‏۱كَأَ نَّهُ اُلهِمَ شَيئاً . فَقالَ‏۲: ثُمَّ رَأَيتُهُ أيضاً رَفَعَ طَرفَهُ إلَى السَّماءِ، ثُمَّ خَفَضَهُ عَن شِمالٍ ، ثُمَّ أقبَلَ إلَيَّ مُحمَرَّ الوَجهِ يَفيضُ عَرَقاً .
فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ ، ما رَأَيتُكَ فَعَلتَ الَّذي فَعَلتَ اليَومَ! ما حالُكَ؟ قالَ: ولَقَد رَأَيتَهُ؟ قُلتُ: نَعَم، قالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : ذلِكَ جَبرَئيلُ ، لَم يَكُن لي هِمَّةٌ غَيرُهُ. ثُمَّ تَلا عَلَيهِ الآيَتَينِ .
قالَ عُثمانُ: فَقُمتُ مِن عِندِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله مُعجَباً بِالَّذي رَأَيتُ، فَأَتَيتُ أبا طالِبٍ فَقَرَأتُهُما عَلَيهِ ، فَعَجِبَ أبو طالِبٍ ، فَقالَ: يا آلَ غالِبٍ ، اِتَّبِعوهُ ، تَرشُدوا وتُفلِحوا.۳

۱۷۰. الإمام الباقر عليه السلام - في قولِهِ: « حَتَّى‏ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُواْ الْحَقَّ وَ هُوَ الْعَلِىُّ الْكَبِيرُ » - : وذلِكَ أنَّ أهلَ السَّماواتِ لَم يَسمَعوا وَحياً فيما بَينَ أن بُعِثَ عيسَى بنُ مَريَمَ عليه السلام إلى‏ أن بُعِثَ مُحَمَّدٌ صلى اللّه عليه و آله ، فَلَمّا بَعَثَ اللَّهُ جَبرَئيلَ إلى‏ مُحَمَّدٍ صلى اللّه عليه و آله فَسَمِعَ أهلُ السَّماواتِ صَوتَ وَحيِ القُرآنِ كَوَقعِ الحَديدِ عَلَى الصَّفا، فَصَعِقَ أهلُ السَّماواتِ ، فَلَمّا فَرَغَ مِنَ الوَحيِ انحَدَرَ جَبرَئيلُ ، كُلَّما مَرَّ بِأَهلِ سَماءٍ فُزِّعَ عَن قُلوبِهِم - يَقولُ : كُشِفَ عَن قُلوبِهِم - فَقالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ: « مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُواْ الْحَقَّ وَ هُوَ الْعَلِىُّ الْكَبِيرُ » .۴

۱۷۱. تفسير القمي - في قَولِهِ تَعالى‏ : « بَلْ هُوَ قُرْءَانٌ مَّجِيدٌ * فِى لَوْحٍ مَّحْفُوظِ »۵- : قالَ : اللَّوحُ المَحفوظُ لَهُ طَرَفانِ: طَرَفٌ عَلى‏ يَمينِ العَرشِ ، وطَرَفٌ عَلى‏ جَبهَةِ إسرافيلَ ؛ فَإِذا

1.في المصدر : «يبعض برأسه» ، والتصويب من بحار الأنوار .

2.في المصدر : «فقال له» ، وحذفناها طبقاً لبحار الأنوار .

3.سعد السعود : ص ۱۲۲ ، بحار الأنوار : ج ۱۸ ص ۲۶۸ ح ۳۲ وراجع : مجمع البيان : ج ۶ ص ۵۸۷ .

4.تفسير القمّي : ج ۲ ص ۲۰۲ عن أبي الجارود ، بحار الأنوار : ج ۱۸ ص ۲۵۹ ح ۱۱ .

5.البروج : ۲۱ و ۲۲ .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
120

۲ / ۶

أصناف الوحي إلى النّبيّ‏

أ - الوَحيُ بِواسِطَةِ جَبرَئيلَ عليه السلام

الكتاب‏

« نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى‏ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ ».۱

« إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْىٌ يُوحَى‏ * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى‏ ».۲

« إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِى قُوَّةٍ عِندَ ذِى الْعَرْشِ مَكِينٍ ».۳

« قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى‏ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ ».۴

الحديث‏

۱۶۸. الإمام عليّ عليه السلام - في قَولِهِ تَعالى‏ : « وَ لَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَى‏ * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى‏ »۵ - : يَعني مُحَمَّداً صلى اللّه عليه و آله ، كانَ عِندَ سِدرَةِ المُنتَهى‏ حَيثُ لا يَتَجاوَزُها خَلقٌ مِن خَلقِ اللَّهِ . وقَولُهُ في آخِرِ الآيَةِ: « مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَ مَا طَغَى‏ * لَقَدْ رَأَى‏ مِنْ ءَايَتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى‏ »۶رأى‏ جَبرَئيلَ عليه السلام في صورَتِهِ مَرَّتَينِ ؛ هذِهِ المَرَّةَ ومَرَّةً اُخرى‏ ، وذلِكَ أنَّ خَلقَ جَبرَئيلَ عليه السلام عَظيمٌ ؛ فَهُوَ مِنَ الرّوحانِيّينَ الَّذينَ لا يُدرِكُ خَلقَهُم وصِفَتَهُم إلَّا اللَّهُ رَبُّ العالَمينَ.۷

۱۶۹. سعد السعود عن تفسير منسوب إلى الإمام الباقر عليه السلام - في قَولِهِ تَعالى‏ : « إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسَنِ وَ إِيتَاىِ ذِى الْقُرْبَى‏ وَ يَنْهَى‏ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَ الْبَغْىِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ »۸- : فَبَلَغَنا أنَّ عُثمانَ بنَ مَظعونٍ الجُمَحِيَّ قالَ : نَزَلَت هذِهِ الآيَةُ عَلَى

1.الشعراء : ۱۹۳ و ۱۹۴.

2.النجم : ۴ و ۵.

3.التكوير : ۱۹ و ۲۰.

4.البقرة : ۹۷ .

5.النجم : ۱۳ و ۱۴ .

6.النجم : ۱۷ و ۱۸ .

7.. التوحيد : ص ۲۶۳ ، الاحتجاج : ج ۱ ص ۵۶۹ ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۳۳ وج ۹۳ ص ۱۰۲ .

8.النحل : ۹۰ .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27745
صفحه از 616
پرینت  ارسال به