رأي‏

هناك عدّة ملاحظات جديرة بالاهتمام في الاستنتاج من الروايات المتعلّقة بآخر سورة نزلت على النبيّ صلى اللّه عليه و آله :

۱. نزلت سورة النصر في منى وفي عام الفتح سنة ثمان للهجرة خلال حجّة الوداع.^۱

۲. نزلت سورة التوبة بعد فتح مكّة في السنة التاسعة من الهجرة.^۲

۳. تفيد بعض الروايات أنّ سورة المائدة آخر سورة نزلت على النبيّ صلى اللّه عليه و آله .^۳

۴. إنّ سورة النصر هي آخر سورة نزلت علي النبي صلى اللّه عليه و آله ؛ استناداً إلى رواية نقلت عن الإمام الصادق عليه السلام والإمام الرضا عليه السلام ، وروايات عديدة جاءت في المصادر الشيعية والسنية.^۴

وبأخذ الملاحظات المذكورة بنظر الاعتبار يمكن القول: إنّ أقساماً من سورة المائدة والتوبة هي من الآيات الأخيرة المنزلة، إلّا أنّ سورة النصر هي آخر سورة نزلت بنحوٍ كامل.

الأخيرة هي نفس الآية التي يعتقد بأنّها أخيرة؛ لأنّ المعلومات المطلوبة لم تكن تحت تصرّفهم.

السورة الأخيرة الكاملة المنزلة^۱

نقلت روايات عديدة بشأن آخر سورة كاملة نزلت أنّها:

۱. سورة النصر: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ * وَ رَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِى دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابَاً» .

وقد اطمأنّ الصحابة على إثر نزول هذه السورة؛ لأنّها تبشّر بالانتصار المطلق للإسلام على الكفر، وترسيخ أركان الدين بعد دخول الناس أفواجاً في دين اللَّه، إلّا أنّ العبّاس عمّ النبيّ اغتمّ كثيراً لنزولها؛ لأنّ السورة أخبرت باقتراب أجل النبيّ صلى اللّه عليه و آله ، حيث لم يبقَ بعدها سوى سنتين.^۲

وفي رواية عن الإمام الصادق عليه السلام والإمام الرضا عليه السلام أيضًا، اعتبرت سورة النصر آخر سورة^۳، كما يروى عن ابن عبّاس أيضاً أنّ سورة النصر آخر سورة.^۴

۲. سورة التوبة:

هنالك روايات اعتبرت البراءة (التوبة) آخر سورة، حيث نزلت آياتها الاُولى في السنة التاسعة من الهجرة وأرسل النبيّ صلى اللّه عليه و آله عليّاً عليه السلام كي يتلوها على المشركين.^۵

۳. سورة المائدة:

اعتُبرت المائدة في إحدى الروايات آخر السور المنزلة.^۶