النبيّ صلى اللّه عليه و آله الصلاة والوضوء حسب الدين الإسلامي في اليوم الأوّل من البعثة۱، وأنّه صلى اللّه عليه و آله أدّى الصلاة بتلك الطريقة مع أصحابه القلائل (عليّ وجعفر وزيد وخديجة)۲، حيث إنّ ذلك يستلزم اقتران البعثة بنزول سورة الحمد. واستناداً إلى ما ذكره السيوطي فلم يكن هناك زمان كانت فيه الصلاة في الإسلام من دون فاتحة الكتاب۳. والرواية «لا صَلاةَ إلّا بِفاتِحَةِ الكِتابِ»۴ تؤيّد ذلك.
ويمكن من خلال نظرة عامّة إلى هذه الآراء الثلاثة استنتاج أنّ نزول ثلاث آيات أو خمس من بداية سورة العلق كان متزامناً مع بداية البعثة، ثمّ نزلت عدّة آيات من بداية سورة المدّثّر۵، إلا أنّ سورة الحمد هي اُولى السور الكاملة المنزلة على النبيّ صلى اللّه عليه و آله ۶ وتسمّى «فاتحة الكتاب».۷
كما يمكن القول: إنّ الآية الاُولى الّتي نزلت على النبيّ صلى اللّه عليه و آله كانت «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ »۸؛ لأنّ كلّ سور القرآن تبدأ بهذه الآية سوى التوبة ويرى الشيعة أنّ « بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ » في كلّ سورة هي جزء من هذه السورة وآية مستقلة.۹
وأمّا الرواية المنقولة عن الإمام عليّ عليه السلام والّتي جاء فيها أنّ الآية ۱۵۱ من سورة الأنعام۱۰ هي أوّل وحيٍ قرآني فتكتنفها عدّة إشكالات، من جملتها:
1.إعلام الورى: ج ۱ ص ۱۰۲؛ المناقب لابن شهر آشوب: ج ۱ ص ۴۱؛ وسائل الشيعة: ج ۱ ص ۳۹۹ - ۴۰۰.
2.مسند ابن حنبل: ج ۱ ص ۲۰۹، الطبقات الكبرى: ج ۸ ص ۱۷ - ۱۸: قصص الأنبياء للراوندي: ص ۳۱۵ - ۳۱۶.
3.الإتقان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۱۶۰.
4.جامع أحاديث الشيعة: ج ۵ ص ۱۰۷.
5.شرح مسلم للنووي: ج ۲ ص ۲۰۸ وراجع : روح المعاني: ج ۱۳ ص ۱۱۱ و ج ۱۵ ص ۳۹۹.
6.البرهان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۲۰۷ - ۲۰۸.
7.التفسير الحديث: ج ۱ ص ۱۷.
8.تفسير نور الثقلين: ج ۵ ص ۶۰۹، أسباب النزول، ص ۱۴؛ زاد المسير: ج ۱ ص ۱۳.
9.التبيان في تفسير القرآن، ج ۱ ص ۲۴؛ مجمع البيان: ج ۱ ص ۸۹؛ البيان: ص ۴۴۰.
10.أحكام القرآن لابن العربي : ج ۴ ص ۱۹۵۴؛ تفسير القرطبي: ج ۲۱ ص ۱۱۷ - ۱۱۸.