115
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

النبيّ صلى اللّه عليه و آله الصلاة والوضوء حسب الدين الإسلامي في اليوم الأوّل من البعثة۱، وأنّه صلى اللّه عليه و آله أدّى الصلاة بتلك الطريقة مع أصحابه القلائل (عليّ وجعفر وزيد وخديجة)۲، حيث إنّ ذلك يستلزم اقتران البعثة بنزول سورة الحمد. واستناداً إلى ما ذكره السيوطي فلم يكن هناك زمان كانت فيه الصلاة في الإسلام من دون فاتحة الكتاب‏۳. والرواية «لا صَلاةَ إلّا بِفاتِحَةِ الكِتابِ»۴ تؤيّد ذلك.

ويمكن من خلال نظرة عامّة إلى هذه الآراء الثلاثة استنتاج أنّ نزول ثلاث آيات أو خمس من بداية سورة العلق كان متزامناً مع بداية البعثة، ثمّ نزلت عدّة آيات من بداية سورة المدّثّر۵، إلا أنّ سورة الحمد هي اُولى السور الكاملة المنزلة على النبيّ صلى اللّه عليه و آله ۶ وتسمّى «فاتحة الكتاب».۷

كما يمكن القول: إنّ الآية الاُولى الّتي نزلت على النبيّ صلى اللّه عليه و آله كانت «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ »۸؛ لأنّ كلّ سور القرآن تبدأ بهذه الآية سوى التوبة ويرى الشيعة أنّ « بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ » في كلّ سورة هي جزء من هذه السورة وآية مستقلة.۹

وأمّا الرواية المنقولة عن الإمام عليّ عليه السلام والّتي جاء فيها أنّ الآية ۱۵۱ من سورة الأنعام‏۱۰ هي أوّل وحيٍ قرآني فتكتنفها عدّة إشكالات، من جملتها:

1.إعلام الورى: ج ۱ ص ۱۰۲؛ المناقب لابن شهر آشوب: ج ۱ ص ۴۱؛ وسائل الشيعة: ج ۱ ص ۳۹۹ - ۴۰۰.

2.مسند ابن حنبل: ج ۱ ص ۲۰۹، الطبقات الكبرى: ج ۸ ص ۱۷ - ۱۸: قصص الأنبياء للراوندي: ص ۳۱۵ - ۳۱۶.

3.الإتقان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۱۶۰.

4.جامع أحاديث الشيعة: ج ۵ ص ۱۰۷.

5.شرح مسلم للنووي: ج ۲ ص ۲۰۸ وراجع : روح المعاني: ج ۱۳ ص ۱۱۱ و ج ۱۵ ص ۳۹۹.

6.البرهان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۲۰۷ - ۲۰۸.

7.التفسير الحديث: ج ۱ ص ۱۷.

8.تفسير نور الثقلين: ج ۵ ص ۶۰۹، أسباب النزول، ص ۱۴؛ زاد المسير: ج ۱ ص ۱۳.

9.التبيان في تفسير القرآن، ج ۱ ص ۲۴؛ مجمع البيان: ج ۱ ص ۸۹؛ البيان: ص ۴۴۰.

10.أحكام القرآن لابن العربي : ج ۴ ص ۱۹۵۴؛ تفسير القرطبي: ج ۲۱ ص ۱۱۷ - ۱۱۸.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
114

كما جاءت هذه الرواية عن الإمام الرضا عليه السلام نقلاً عن أبيه موسى بن جعفر عليه السلام عن الإمام الصادق عليه السلام ۱، ونقلت في تفسير القمي رواية بهذا المضمون نفسه عن الإمام الباقر عليه السلام ۲. نعم هناك خلاف في أنّ الوحي القرآني الأوّل هو الآيات الاُولى من سورة العلق أم السورة كلها؛ حيث اختار بعض الباحثين نزول هذه السورة كلّها مرة واحدة استناداً إلى سياق آيات سورة العلق.۳

۲. واعتبر بعض آخر سورة المدّثّر أوّل السور المنزلة استناداً إلى حديث أبي سلمة عن جابر بن عبداللَّه، في حين أنّ هذا الحديث لا يتنافى مع نزول بضع آيات من سورة العلق قبل هذه السورة۴؛ لأنّه لا إشارة في نصّ الحديث إلى أنّ أوّل الوحي القرآني هو الآيات الاُولى من هذه السورة، والقرينة الوحيدة على ذلك استنباط جابر من قول الرسول الأعظم صلى اللّه عليه و آله . ولعل هذا الحديث يشير إلى أوّل نزول بعد أيّام لفترة انقطاع الوحي‏۵. والشاهد على ذلك حديث آخر عن جابر بن عبداللَّه تحدّث فيه النبيّ الأعظم صلى اللّه عليه و آله عن فترة الوحي.۶

۳. يرى الفريق الثالث أنّ الفاتحة هي اُولى السور المنزلة۷، وهم معظم المفسّرين نقلاً عن الزمخشري‏۸، وقد أخذ الطبرسي‏۹والواحدي النيسابوري‏۱۰ بهذا القول استناداً إلى عدّة روايات. إضافة إلى إنّ بعض الروايات تؤيّد أنّ جبرائيل علّم

1.راجع: ص ۱۰۲ ح ۱۲۵.

2.راجع: تفسير القمي: ج ۲ ص ۴۲۸.

3.الميزان في تفسير القرآن: ح ۲۰ ص ۳۲۲.

4.التبيان في تفسير القرآن: ج ۱۰ ص ۱۷۱؛ تفسير الطبري: ج ۲۹ ص ۹۰، أسباب النزول، ص ۱۵.

5.أسباب النزول: ص ۱۵.

6.صحيح البخاري: ج ۱ ص ۴؛ صحيح مسلم: ج ۱ ص ۹۸.

7.الإتقان في علوم القرآن: ج ۱ ص ۱۴۸؛ زبدة التفاسير: ج ۷ ص ۴۷۰؛ التفسير الحديث: ج‏۱ ص ۱۷.

8.الكشّاف: ج ۴ ص ۷۷۵.

9.مجمع البيان: ج ۱۰ ص ۶۱۳.

10.أسباب النزول: ص ۲۱ - ۲۲.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27728
صفحه از 616
پرینت  ارسال به