111
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

فَقالَ صلى اللّه عليه و آله : إنَّهُ لَكَما تَقولُ ، فَعاشَ بَعدَها سَنَتَينِ ما رُؤِيَ فيهِما ضاحِكاً مُستَبشِراً . قالَ : وهذِهِ السّورَةُ تُسَمّى‏ سورَةَ التَّوديعِ.۱

۱۶۶. الإمام عليّ عليه السلام : نَعى‏ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ صلى اللّه عليه و آله نَفسَهُ حينَ أنزَلَ عَلَيهِ : « إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالفَتحُ » ، فَكانَ الفَتحُ سَنَةَ ثَمانٍ بَعدَما هاجَرَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ، فَلَمّا طَعَنَ في سَنَةِ تِسعٍ مِن مُهاجِرِهِ ، تَتابَعَ عَلَيهِ القَبائِلُ تَسعى‏ ، فَلَم يَدرِ مَتَى الأَجَلُ لَيلاً أو نَهاراً ، فَعَمِلَ عَلى‏ قَدرِ ذلِكَ ؛ فَوَسَّعَ السُّنَنَ ، وشَدَّدَ الفَرائِضَ‏۲ ، وأظهَرَ الرُّخَصَ ، ونَسَخَ كَثيراً مِنَ الأَحاديثِ ، وغَزا تَبوكَ ، وفَعَلَ فِعلَ مُوَدِّعٍ .۳

۱۶۷. تفسير القمّي : نَزَلَت بِمِنىً في حَجَّةِ الوَداعِ : « إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ » فَلَمّا نَزَلَت قالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : نُعِيَت إلَيَّ نَفسي ، فَجاءَ إلى‏ مَسجِدِ الخَيفِ فَجَمَعَ النّاسَ ، ثُمَّ قالَ:
نَصَرَ اللَّهُ امرَأً۴ سَمِعَ مَقالتي فَوَعاها وبَلَّغَها مَن لَم يَسمَعها ، فَرُبَّ حامِلِ فِقهٍ غَيرُ فَقيهٍ ، ورُبَّ حامِلِ فِقهٍ إلى‏ مَن هُوَ أفقَهُ مِنهُ : ثَلاثٌ لا يَغِلُ‏۵ عَلَيهِ قَلبُ امرِئٍ مُسلِمٍ : إخلاصُ‏۶ العَمَلِ للَّهِ‏ِ ، وَالنَّصيحَةُ لِأَئِمَّةِ المُسلِمينَ ، وَاللُّزومُ لِجَماعَتِهِم ، فَإِنَّ دَعوَتَهُم مُحيطَةٌ مِن وَرائِهِم.
أيُّهَا النّاسُ ، إنّي تارِكٌ فيكُم ثَقَلَينِ ، ما إن تَمَسَّكتُم بِهِما لَن تَضِلّوا ولَن تَزِلّوا ، كِتابَ اللَّهِ وعِترَتي أهلَ بَيتي ، فَإِنَّهُ قَد نَبَّأَنِي اللَّطيفُ الخَبيرُ أنَّهُما لَن يَتَفَرَّقا حَتّى‏ يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ كَإِصبَعَيَّ هاتَينِ - وجَمَعَ بَينَ سَبّابَتَيهِ - ولا أقولُ كَهاتَينِ - وجَمَعَ بَينَ سَبّابَتِهِ وَالوُسطى‏ - فَيَفضُلَ هذِهِ عَلى‏ هذِهِ.۷

1.مجمع البيان : ج ۱۰ ص ۸۴۴ ، بحار الأنوار : ج ۲۱ ص ۹۹؛ تفسير القرطبي : ج ۲۰ ص ۲۳۲ نحوه وفيه «ستّين يوماً» بدل «سنتين».

2.في كنز العمّال : «وسدّد الفرائض» .

3.الدر المنثور : ج ۸ ص ۶۶۱ ، كنز العمّال : ج ۲ ص ۵۵۹ ح ۴۷۲۵ كلاهما نقلاً عن الخطيب و ابن عساكر .

4.في بحار الأنوار : «نضَّرَ اللَّهُ امرأً» .

5.الإغلال: الخيانة أو السرقة الخفية (النهاية : ج ۳ ص ۳۸۰ «غلل»).

6.في المصدر : «أخلص» ، والتصويب من بحار الأنوار .

7.تفسير القمّي : ج ۲ ص ۴۴۶ وج ۱ ص ۱۷۳ ، بحار الأنوار : ج ۲۷ ص ۶۸ ح ۵ .


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
110

۱۶۲. الإمام الرضا عليه السلام : سَمِعتُ أبي يُحَدِّثُ عَن أبيهِ عليه السلام أنَّ أوَّلَ سورَةٍ نَزَلَت : « بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ » ، وآخِرُ سورَةٍ نَزَلَت : « إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالفَتحُ » .۱

۱۶۳. الخصال عن عبد اللَّه بن عمر : نَزَلَت هذِهِ السّورَةُ : « إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالفَتحُ » عَلى‏ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله في أوسَطِ أيّامِ التَّشريقِ ،۲ فَعَرَفَ أنَّهُ الوَداعُ ، فَرَكِبَ راحِلَتَهُ العَضباءَ فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنى‏ عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : ... إنَّ اللَّهَ عزّ و جلّ حَرَّمَ عَلَيكُم دِماءَكُم وَأموالَكُم وأعراضَكُم كَحُرمَةِ يَومكُم هذا في شَهرِكُم هذا في بَلَدكُم هذا إلى يَومِ تَلقَونَهُ. ألا فَليُبَلِغ شاهِدُكُم غائبَكُم. لا نَبِىَّ بَعدي وَلا اُمَّةَ بَعدَكُم... . اللّهُمَّ اشهَد أنّي قَد بَلَّغتُ .۳

۱۶۴. مجمع البيان عن ابن عبّاس : لَمّا نَزَلَت : « إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالفَتحُ » قالَ‏[ صلى اللّه عليه و آله ] : نُعِيَت إلَيَّ نَفسي بِأَنَّها مَقبوضَةٌ في هذِهِ السَّنَةِ.۴

۱۶۵. مجمع البيان عن مقاتل : لَمّا نَزَلَت هذِهِ السّورَةُ (النَّصرُ) قَرَأَها صلى اللّه عليه و آله عَلى‏ أصحابِهِ فَفَرِحوا وَاستَبشَروا ، وسَمِعَهَا العَبّاسُ فَبَكى‏.
فَقالَ صلى اللّه عليه و آله : ما يُبكيكَ يا عَمِّ؟ فَقالَ : أظُنُّ أنَّهُ قَد نُعِيَت إلَيكَ نَفسُكَ يا رَسولَ اللَّهِ.

1.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۲ ص ۶ ح ۱۲ عن الحسين بن خالد ، بحار الأنوار : ج ۹۲ ص ۳۹ ح ۱ .

2.أيّام التشريق : هي ثلاثة أيّام تلي عيد النحر ، سمّيت بذلك من تشريق اللّحم ؛ و هو تقديده و بسطه في الشمس ليجفّ (النهاية : ج ۲ ص ۴۶۴ «شرق») .

3.الخصال : ص ۴۸۶ ح ۶۳ ، بحار الأنوار : ج ۷۷ ص ۱۱۸ ح ۱۴ ؛ فتح الباري : ج ۸ ص ۱۰۷ ح ۴۴۰۳ ، تفسير ابن كثير : ج ۸ ص ۵۲۹ عن ابن عمر ، الدر المنثور : ج ۸ ص ۶۵۹ .

4.مجمع البيان : ج ۱۰ ص ۸۴۴ ، تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۶۱ و ليس فيه ذيله ، الخرائج والجرائح : ج ۱ ص ۱۰۲ ح ۱۶۴ وفيه «وإنّي مقبوض ، فمات في تلك السنة» بدل «بأنّها مقبوضة في هذه السنة» ، بحار الأنوار : ج ۲۱ ص ۱۰۰ ؛ فتح الباري : ج ۸ ص ۷۳۶ وليس فيه ذيله .

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27675
صفحه از 616
پرینت  ارسال به