101
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل

القرآن الكريم - كما مر - آيات تدلّ على النزول الدفعي، والاستدلال عليها وتفسيرها على وجه آخر خلاف لظاهرها ويحتاج إلى دليل معتبر.

ونزول القرآن بنحو دفعي لا يعني بالضرورة أنّه نزل في قالب من الألفاظ والكلمات وفي إطار الآيات والسور و بنحو تفصيلي. واستناداً إلى هذا الرأي فحقيقة القرآن ليس لها ألفاظ وأجزاء وفصول وشؤون وزمان. وقد نزلت هذه الحقيقة في النزول الدفعي على النبيّ صلى اللّه عليه و آله ، واكتسبت نفسها ثوب الألفاظ والكلمات وزمان النزول وسببه، ثمّ نزلت عليه صلى اللّه عليه و آله تدريجيّاً؛ ولذلك فكثير من إشكالات الفريق الثاني لا ترد على هذا الرأي، مثل: الإشكال الثاني والثالث والسابع والثامن.

وقد كان النزول الدفعي والتدريجي للقرآن على قلب النبيّ صلى اللّه عليه و آله أو البيت المعمور مقدّمة لنزوله بنحو تدريجي، وانتفاع الناس من الكلام الإلهي، فكان حدثاً كبيراً ومباركاً؛ ولذلك ذكره اللَّه باعتباره خصوصية لشهر رمضان.۱

وأدلّة الرأي الثاني عديدة ومختلفة، وتستند إلى القرآن والروايات والأدلّة والشواهد العقلية؛ وعليه فكون بعض الأحاديث من خبر الواحد لا يؤدّي إلى ردّها؛ فضلاً عن أنّ الفريق الثاني استند أيضاً في أدلّته الروائية إلى خبر الواحد.

1.راجع: البقرة: ۱۸۵.


مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
100

۷. إذا كان كلّ القرآن قد نزل دفعة واحدة في بداية البعثة، فسوف يبدو الكثير من الخطابات الإلهية في القرآن الكريم عبثاً وغير عقلائي؛ لأنّها خاطبت الأشخاص الذين لم يكونوا حاضرين في وقت الخطاب، والأشخاص الذين وقع عليهم اللوم بسبب عمل لم يقوموا به بعد.۱

۸ . تفيد بعض الروايات - مثل الروايات المتعلّقة بأصحاب الكهف والظهار - أنّ الناس كانوا يسألون أحياناً عن بعض المواضيع والنبي صلى اللّه عليه و آله يقول بأنّ الوحي لم ينزل عليه بعد في هذا المجال، فكان يطلب منهم الانتظار حتّى نزول الوحي عليه في ذلك. ويدلّ هذا الكلام على أنّ القرآن المعهود لم ينزل على النبيّ صلى اللّه عليه و آله بنحو دفعي.۲

۹. ما يقال في بيان النزول الدفعي من أنّ «روح القرآن» هي التي نزلت على النبيّ صلى اللّه عليه و آله هو مجرّد ادّعاء؛ لأنّ أيّة آية أو رواية لم تُشِر إلى «روح القرآن»، ولم تقرن القرآن ب«الروح» أو الكلمات المشابهة لها، ولم تتحدّث عن «نزول القرآن على وجه الإجمال». ثمّ ماهو المراد من روح القرآن وإجماله؟ إن كان يعني خلاصة لمضامين القرآن، فمن المفترض أن يقدّم النبيّ صلى اللّه عليه و آله جواباً عن سؤال الناس، لا أن يدعوهم إلى الانتظار حتّى نزول الوحي.۳

النتيجة

تدلّ دراسة أدلّة الرأيين وشواهدهما على ترجيح الرأي «الدفعي والتدريجي» على «التدريجي». فالرأي الأول لا يرد النزول التدريجي للقرآن؛ وعليه فإنّه لا يتنافى مع صراحة الآيات التي تخبرنا عن النزول التدريجي للقرآن. وهذه الآيات لا تثبت إلا وجود النزول التدريجي ولا تدلّ بأيّ وجه على نفي نزول آخر. إضافة إلى أنّ في

1.پژوهشى درباره آغاز نزول قرآن، جعفر نكونام، صحيفة مبين: العدد ۲۶ (ربيع ۱۳۸۰) ص‏۵۸.

2.پژوهشى درباره آغاز نزول قرآن، جعفر نكونام، صحيفة مبين: العدد ۲۶ (ربيع ۱۳۸۰)، ص‏۵۸.

3.پژوهشى درباره آغاز نزول قرآن، جعفر نكونام، صحيفة مبين، العدد ۲۶ (ربيع ۱۳۸۰) ص ۵۸.

  • نام منبع :
    مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ری‌شهری، با همکاری: جمعی از پژوهشگران
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1393
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27830
صفحه از 616
پرینت  ارسال به