۴. الخلود
من أبرز الملاحظات التي ورد التأكيد عليها في أحاديث النبيّ صلى اللّه عليه و آله وأهل البيت عليهم السلام في بيان مكانة القرآن في الإسلام: استمرار حياة هذا الكتاب السماوي وخلوده۱، فقد جاء في حديث عن الإمام الباقر عليه السلام :
إنَّ القُرآنَ حَىٌّ لا يَموتُ ، وَ الآيَةَ حَيَّةٌ لا تَموتُ ، فَلَو كانَتِ الآيَةُ إذا نَزَلَت فِى الأَقوامِ ماتوا ماتَتِ الآيَةُ ، لَماتَ القُرآنُ ، و لكِن هِىَ جارِيَةٌ فِى الباقينَ كَما جَرَت فِى الماضينَ .۲
كما روي عن الإمام الصادق عليه السلام :
إنَّ القُرآنَ حَىٌّ لَم يَمُت ، وَ إنَّهُ يَجرى كَما يَجرِى اللَّيلُ وَ النَّهارُ ، وَ كَما تَجرِى الشَّمسُ وَ القَمَرُ ، وَ يَجرى عَلى آخِرِنا كَما يَجرى عَلى أوَّلِنا .۳
وهذا يعني أنّ ما يقدّمه القرآن من علوم لمعرفة العالم والذات، ومن برامج لبلوغ السعاوي الإنسانية، تتطابق مع المقاييس العقلية والعملية والحاجات الفطرية للإنسان؛ ولذلك فإنه لا يقتصر على زمن معيّن، بل هو حيّ وخالد على مرّ الزمان.
۵. الطراوة
قد يبقى الشيء حيّاً لسنوات إلّا أنّه يبلى على مرّ الزمان ويفقد طراوته ونضارته، وأمّا القرآن فإنّه لا يصيبه البلى والقدم، ولا يتطرّق إليه الفناء أبداً، فهو جديد طريّ دائماً، كما جاء في حديث عن النبيّ صلى اللّه عليه و آله :
كَلامُ اللَّهِ جَديدٌ غَضٌّ طَرِىٌّ .۴
وجاء في رواية اُخرى أنّ رجلاً سأل الإمام الصادق عليه السلام :
1.راجع: ج ۲ ص ۱۹ (القسم الثالث / الفصل الثاني: حياة القرآن و جريه).
2.راجع : ج ۲ ص ۱۹ ح ۷۴۳ و تفسير العيّاشى : ج ۲ ص ۲۰۳ ح ۶ .
3.راجع : ج ۲ ص ۱۹ ح ۷۴۵ و تفسير العيّاشى : ج ۲ ص ۲۰۳ ح ۶ .
4.راجع : ج ۲ ص ۱۶ ح ۷۳۵ و الطرف لابن طاووس : ص ۱۴۴ .